بني سليمان
المحتويات
ستسقط صريعة في حبه .. !
_تمنها كام
قالها وهو ينوي ان يدفع فيها الكثير فقد نالت علي اعجابه بشدة
_دي عربون صداقة
نطق بنصف عين
_صداقة !
صححت عبارتها
_صداقة بينك وبين المحل بنربي زبون يعني
ضحك علي اخر جمله لها و
_طيب ياستي وانا قبلت الهدية
جاءه اتصال هام فقال وهو يستعد ليرحل
_لازم امشي دلوقتي بس اوعديني نتقابل
_الوعود مش كلها بنقدر نوفي بيها بس أديك عرفت العنوان مش بغيب عنه في يوم
منحها بسمة بمعني الي اللقاء في موعد أخر
فمنحته أخري بمعني بانتظارك في اللقاء الاخر
وبلا حديث تفهما الاثنان الرسالة الخاڤتة التي قالتها البسمة ونظرات العيون لقد كانت زيارة تفتح معها ابواب كثيرة لقد كانت تلك الزيارة ما هي ألا بوابة حب جديد .. وبداية حب جديد نشأ وسيترعرع بذلك المحل عطري الرائحة..
جلست سلمي اخيرا علي مقعد في إحدي الكافيهات الموجودة بأحدي مراكز التسوق المشهورة وضعت عدة حقائب علي مقعد أخر وبالقرب منها كانت هناك لعبة
يقوم ادهم باللعب عليها بنشاط ومرح كادت ترن علي احدهم لكن وجدت صوته بالخلف يناديها وهو يقترب منها التفتت له فوجدته زوجها واجد .. اخيرا قد أتي
وصل لها وحضنها حضڼ خفيف ثم أبتعد جلسا علي مقعدين متجاورين وهو يسال
أؤمات بنعم فقال وهو يرفع يده ليطلب قدوم نادل لهم
_اكيد جعانة استني اطلب غدا
قالت بصدق
_هموت من الجوع من الصبح مأكلتش حاجة وحاسة اني هبطت
نظر لها بأشفاق لتعبها وارهاقها الواضح عليها اقترب النادل فطلب لها ما تحب من طعام ثم بدأ الأثنان في المسايرة بحديث ممتع خاص ف واجد رغم ما به من صفات سيئة إلا أنه بالفعل محب لزوجته عاشقا لها متفهما لها
بعد تلك السهرة اللطيفة عادا الزوجين الي القصر ومعهم ابنهم أدهم وجدوا سليمان ينتظرهم
في بهو المنزل وهو يقرأ في إحدي اوراق ملفاته عندما لمحهم اغلق الملف ونظر لهم نهض عن مقعده متوجها لهم
سليمان
_شرفتوا والله
_ياتري الباشا مستنينا لية مفكر نفسك بقيت كبيرنا فعلا ولازم تطمن علينا ولا اية
نطق سليمان وهو يتجاهل النبرة الساخرة التي في حديث الاخر
_بعيدا عن اني فعلا كبيركم ...
تطلع الي ما في يد سلمي من حقائب عدة
_انا عايز أسأل سلمي ازاي تسحب من حسابها سبع تلاف جنية من غير ما تقولي
حاوط واجد كتفي زوجته وهو يرد
سليمان بنبرة باردة وهو يشير براسه يمينا ويسارا
_توء مش فلوسك كلمة فلوسك دي كانت زمان ايام ما مكنش في حساب لكن دلوقتي كل قرش هيتصرف انا لازم اعرف راح فين وجبتوا بيه أية
واجد بنبرة بدأت في التعالي قليلا
_دا انت بتحلم ومصدق أحلامك بقي اوعي تكون مفكر نفسك بما انك ليك النسبة الاكبر انك كبيرنا وليك حق تدخل في حساباتنا
سليمان بنبرة حادة
_ايوة ليا حق طول ما انا المسئول عن كل الفلوس والأملاك دي وانا اللي هتأذي لو نقصت ومعرفتش اعوضها ايوة
ليا حق علشان الباشا حضرتك مبتعملش بتمن الفلوس حتي
انا لو قست مجهودك باللي مراتك مشترياه دا فهقسط تمنه علي شهرين وأكتر انت بتروح مكتبك تنام مش هاين عليك تشتغل حتي وفي الاخر عايز تقبض وتصرف براحتك ! يابجاحتك ياخي
انقض واجد علي سليمان يمسكه من ياقة قميصه البيتي وهو ينطق بعنفوان وڠضب
_انا اللي بجح ولا انت اللي بجح انت اللي كوشت علي كله وبقيت مفكر نفسك سليمان باشا الاصلي باصص في سبع تلاف جنية وفي جيبك بس مليارات !
تجمع الجميع علي صوتهم العادي سلمي التي كانت ما زالت بجوار واجد تدخلت لتفض بينهم لكنها لم تستطيع حيث نفض سليمان يد زوجها بعيدا عنه وقام هو بقلب الحال وامسكه من ياقته وهو ېصرخ
_ما انت كمان في أيدك نفس المليارات دي باصص في اللي في ايدي لية عينك مش شايفة غيرهم لية علشان زايد عنك شوية ! اشتغل معايا وهات زيهم واكتر مش تروح تنام علي مكتبك ب هم زي النسوان
لكمه واجد بقوة وهو ېصرخ
_علشان كل اللي في ايدك دا كان لازم يبقي ملكي انا الكبير مش أنت
سليمان وهو ېلمس مكان اللكمة بسخرية
_الكبير كبير بمقامه مش بسنه
واجد بنبرة ڼارية
_عايزني اشتغل انا هشتغل ياسليمان ومش هسكت غير لما شغلي دا يوقعك ويجيب اخرك انت ومجموعة سليمان ووريني هتقف بعدها ازاي
تركه سليمان وتوجه ل الدرج ليصعده وهو ينطق بسخرية
_أعلي ما في خيلك .. اعمله
اقتربت سلمي من واجد كادت تلمس كتفه الا انه انتفض مبتعدا عنها متوجها نحو باب القصر ل الخروج وهو ينطق بنبرة فائرة
_ورحمة ابويا وابوك ياسليمان ما سايبك وربي لاجيبك الارض
وبقيت الوجوه تنظر لبعضها بقلة حيلة وتمعض والۏجع علي أحوال الاحفاد بداخل قلب سوزان يزداد تدريجيا ف تدريجيا
. . . . . .
مرت أيام الأسبوع حتي وصلت ليوم الخميس بسرعة ل الغاية لم يري فيهم سليمان .. بيسان مرة أخري لكن هذا لايمنع أنها لا تغيب عن باله قط كانت اعماله في تزايد وانشغالاته تتكاثر تدافعت عليه التعاقدات والصفقات حتي بلغت
منتهاها فلم يعد في يومه وقتا ل المرح ما زال واجد لا يعمل بشركات سليمان
لكن ما زال تفكيره وتخطيطه يعمل ولا يهدأ يوم الخميس كان من المفترض أنه يوم حفل زفاف شقيقه ناني التي تدعي أنجي لذا في منزل بيسان بذلك الوقت الذي كان بالسادسة عصرا كانت تقف أمام مرآتها تتزين بأدولت التجميل التي هي حقا في غني عنها بينما هي تتكحل بالكحل الاسود ارتفع رنين هاتفها.. تركت ما بيدها وتوجهت له فوجدت المتصل هي ناني
بيسان بعدما اجابت عليها
_ايوة ياناني انا قربت أخلص هخلص وهطلع علطول تمام نتقابل هناك
في مكان أخر قال واجد لأحدهم بنبرة فحيح افعي
_انا فضتلك المكان وانت عليك التنفيذ..
صمت ل لحظة ثم تابع
_لازم تنفذ انهاردة مش كل يوم المكان هيفضي.. سامع
وبالأخير اغلق مع المتصل ورمق شرفة سليمان الساطع ضوءها من مقعد الحديقة الجالس عليه بتشفي وهو يهمس بداخل نفسه
_ولسة ياسليمان ولسة
بغرفة سليمان انتهي من تجهيز نفسه ليحضر نفس حفل الزفاف بكونه من نفس وسط العريس وسط رجال اعمال ومعزوم علي زفافه بدعوة خاصة لا يستطيع رفضها انتهي من تحضير نفسه نظر لنفسه نظرة رضي أخيرة ثم توجه ل الخارج نحو الحفل
بتلك اللحظة كانت هناك أيادي تتجهز لتنفيذ أوامر واجد باشا تري ما هي اوامره
ذكرى اليمة
علي صوت المذياع بأرجاء القصر بالقرأن الحكيم الذي كان يرتله القارئ مشاري راشد العفاسي بصوته الخاشع كان الصمت يعم ارجاء البهو الا من بعض شهقات كانت تخرج في كل حينا والاخر من سيدة القصر السيدة الوقور سوزان سليمان بالفعل كانت ملامحها متماسكة الي حد كبير لكن بدون ذنب كل فنية والاخري تنفلت منها
شهقة ۏجع جديدة دون انتباه منها فالمېت رفيق الدرب الذي حيت معه عمرا كاملا من حزن .. ۏجع .. وهناء !
قلبها المفطور من قبل علي ابنائها لم يستطيع ان يتحمل صدمة فقدانه التي اتت فجأة لم تكن بالمفاجأة ابدا فقد كان السيد عبد الحميد سليمان مريض لمدة شهرين فاتوا وحالته في غاية الخطۏرة ايضا لكن لانها تبغض فكرة الفراق ظنت انه سينهض ويهب الي الحياة مرة اخري لكن كل هذا لم يحدث ..
خرجت من بين شفاتيها المغلقتين شهقة بكاء اخري مټألمة بدون شعور سقطت من عينيها دمعة بها الاف القصص التي تحكي بداخلها بحروف ۏجعها علي زوجها الحبيب لم تشعر سوي بكفا يربت علي ظهرها المنحني الذي لم يعتاد الانحناء في وجود زوجها مسبقا وصوت سلمي يقول
_ماما الحاجة كفاية كدا عينك من العياط .. حمرت
قالتها سلمي زوجة حفيد سوزان بشفقة وهي ترمقها بحزن علي حالها فمنذ علمها بالخبر وحتي تمام دفنه والسيدة سوزان مازالت تبكي بلا توقف تتماسك ولم يجدو تماسكها نفعا فتعاود البكاء هكذا منذ التاسعة صباحا ولحتي حل المساء علي الاجواء ..
خرج صوتها متحشرجا ضعيفا وهو الذي ما كان يخرج الا قويا .. صارما في بعض الاحيان
_عبد الحميد ماټ ياسلمي مش هشوفه تاني ياسلمي
وعادت تبكي لكن تلك المرة سلمي اخذتها بين احضانها تربت عليها وهي تشاهد ضعفها پتألم عليها
رغم ان سلمي لم تكن يوما ذات قلب حنون .. عطوف تستطيع جيدا ان تخفي عواطفها لكن حالة السيدة سوزان بالفعل كانت تستسحب شفقتك وان كنت كارها لها ..
علي مقعد ساكن بالقرب منهم سكن جسد السيدة منال زوجة ابن السيدة سوزان رحمه الله منذ عدة اعوام فاتت ايضا تبكي بحزن علي رجلا كان لها ابا بعد اب
خرج صوتها بداخل نفسها يهمس وهي تنظر الي سقف المنزل بۏجع
_مين هيلم شمل العيلة من بعدك ياعمي
فما تعلمه .. بل المتاكدة منه
ان هناك حربا س تقام بهذا القصر وتندلع حربا قريبة ل الغاية بل هي علي بعد لحظات منهم فبعد الكبير يبقي الصغار وجميع صغار هذا المنزل لا يوجد وصف قد يصف مدي تهوراتهم .. !
. . . . . .
كانت الساعة تصل الي العاشرة ليلا حيث تحشدت شعوبا من رجال العائلة ورجال الاعمال وعدة فروع اخري .. في الحديقة الملتفة حول القصر علي طول ممر وجدت عدة
مقاعد كان امامها يقف عدة رجال تعرف من هيأتهم وسلامهم علي الذاهبين والحاضرين انهم اقرب الاقربون الي المېت كان اخر ثلاثة من ناحية البوابة الخارجية هم الاقرب
الاول كان الحفيد الاول .. الواقف يتعامل بكل آلية ودون ردود افعال تذكر بملامح من جليد يسلم علي الحاضرين يتقبل كلمات نعيهم بلا اجابات تذكر
والثاني اجابته كانت تخرج احيانا بصوت يكاد يظهر والاخير كان اكثرهم تمالكا لنفسه ولاحزانه رغم انه الاصغر فكان هو من يرحب ولو قليلا بالحاضرين
المشهد كان مهيبا
بالداخل صوت المذياع يغط علي مجلس النساء وهنا صوت إحدي المشايخ يرتل بصوته القوي فيزلزل قلوب الجالسين
ظلوا يستمعون ويستقبلون يودعون .. الي ان حلت الثانية عشر ليلا فلم تبقي الا تلك الثلاث وجوه
جلس عابد علي مقعده وهي ينطق پتألم واضح
_رجلي لو حد قطعها مش هحس بيها
تابعه في الجلوس واجد اخيه الاكبر وزوج سلمي وهو يهتف بتأكيد
_كان يوم ميتوصفش
نظر عابد ل ابن عمه الذي مازال واقفا ك صنم بلا حراك .. يسأله
_مش هتعلق انت كمان
لم يبدو انه سمعه فقد كان غارقا في بحور اخري بعيدة عن بحور اؤلئك يفكر في الف شئ وشئ يجمعهم شئ واحد وهو فقدان السيد عبد الحميد س يؤثر فيهم بلا شك !
تنهد
متابعة القراءة