بقلم اسراء ابرهيم
المحتويات
ثغرها قائله
_ كده أحسن يا نور علشان ماتتعلقيش بيه أكتر من كده !
بالمشفي
وصل أدهم إلي المشفي و توجه ناحية غرفة الحاج علي و طرق الباب حتي أتاه أذن الدخول
دخل للغرفه ليجد الحاج علي جالسا بفراشه فأقترب منه و و جلس علي المقعد المجاور للفراش
أبتسم الحاج علي ثم تسآل
_ نور و زينا أخبارهم أيه ماجوش معاك ليه
_ هما كويسين و كمان شويه و هييجوا
ثم سعل بهدوء متابعا
_ بس بس أنا كنت
ضيق الحاج علي عينيه قائلا
_ أدهم قول اللي عايز تقوله أنا مش قولتلك إني زي والدك تمام يبقي ماتخبيش عليا حاجه !
هز أدهم رأسه بالموافقه ثم مد يده بداخل جيبه و أخرج تلك الورقه و أعطاها للحاج علي
_ الله دي وقعت في أيدك أنت طيب كويس بس قولي لقيتها فين
_ كانت واقعه في المكتب لقيتها في اليوم اللي عرفت فيه أنك بالمستشفي
ثم مال بجسده قليلا ناحية الحاج علي متابعا
_ بس أنا عايزك تفهمني اللي مكتوب في الورقه بالظبط ده لو بتعتبرني ابنك زي ما بتقول !
_ دي حكايه طويله أوووي تسمع !
حرك أدهم رأسه بالموافقه قائلا بهدوء
_ أكيد لازم أسمع
_ من حوالي 23 سنه أنا كنت علي أد حالي و متجوز فاطمه زوجتى الوحيده بس للأسف لم يشأ ربك و مخلفناش في يوم كنت راجع من شغلي بالليل أوي لقيت ست قاعده في الشارع لوحدها و في أيدها عيله صغيره و كان باين عليها التعب لأن شكلها كان حامل و خلاص علي وش ولاده و المنطقه كانت مقطوعه فصعبت عليا و أخدها بيتي مراتي أول ماشافتها صعبت عليها هي كمان و جبنالها الدايه و لدتها و جابت بنت بس الست دي حالتها كانت صعبه أوي شكلها كانت بنت ناس و من عيله باين من لبسها و شكلها فاكر أخر حاجه قالتهالي أديتني شوية دهب كانوا معاها و حلفتني إن لو جرالها حاجه أخلي بالى من بناتها و أسافر بيهم بعيد عن القاهره و أربيهم أنا بالدهب اللي كان معاها بس أحميهم بأي طريقه من
أبوهم لأني زي ما فهمت من كلامها أنه شړاني و كأن الست كان قلبها حاسس إن هيجرالها حاجه تاني يوم ماټت و قررت أنا و فاطمه مراتي نربي البنات و نفتح مشروع صغير بالمجوهرات و تعيشنا أحنا اللي الأربعه و خصوصا إننا محرومين من العيال و الحمد لله ربنا ڤرجها من وسع زي ما أنت شايف
صدم أدهم مما سرده الحاج علي عليه فتسآل
ضحك الحاج علي بسخريه مجيبا عليه
_ بالفلوس تتغير عادي الشهاده الأصليه لزينا موجوده بس نور أنا اللى سميتها و سجلتها بأسمي علي طول لما جات زينا تتجوز عرفتها كل حاجه و أديتها السلسله اللي كانت في رقبتها و هي صغيره و فيها صورة أمها أما نور التانيه ليها سلسلة سابتها المرحومه بس أنا معرفتش نور بأي حاجه نور مجنونه و عصبيه بس في نفس الوقت حساسه و مش هتستحمل الصدمه دي
_ كنت هعرفها لما تيجي تتجوز و هديها سلسلتها اللي سابتها المرحومه رحمه
كنت هعرفها لما تيجي تتجوز و هديها سلسلتها اللي سابتها المرحومه رحمه
هز أدهم رأسه بالموافقه قائلا ب هدوء
_ بس علي ما أعتقد إن نور لو عرفت الحقيقه دي هتزعل أوي و هتتصدم خصوصا إنها متعلقه بحضرتك جدا
وضع الحاج علي كفه علي ذراع أدهم قائلا ب رجاء
_ أوعدني يا أدهم إنك تخلي بالك من بناتي أنا أعتبرتك في مكانة ابني بالظبط أوي تخيب ظني فيك
أبتسم أدهم أبتسامه هادئه قائلا ب عطف
_ حاضر ماتخفش هما في عينيا
_ واثق يابني من ده كويس
وقف أدهم و عدل من التيشيرت الخاص به قائلا
_ طيب أنا عندي مشوار دلوقت عن أذن حضرتك
_ أتفضل يابني طبعا
خرج أدهم من غرفة الحاج علي و توجه سريعا ناحية المرحاض و دخل
ظل يغسل شعره و وجه بالمياه بقوه حتي يخبئ ملامحه الحزينه و كادت عيناه تذرف قائلا پغضب مكبوت
_ ليه كده ليه نور لو عرفت ده هتنهار مش هتستحمل !
كان هناك من بالمرحاض خرج و نظر لأدهم متسائلا
_ فيه حاجه يا كابتن أقدر أساعدك !
نظر إليه أدهم بأعين مشتعله قائلا و هو يصر علي أسنانه
_ و أنت مالك حد طلب من أهلك مساعده !
ثم تابع صائحا ب
_ غور من قدامي بدل ما أرتكب فيك جنايه غور
أرتعد الرجل من نبرة أدهم و تراجع للخلف قائلا ب خوف قبل أن يهرول للخارج
_ أنا مالي ياعم دا أنت باين عليك مچنون !
ظل أدهم بالمرحاض أمام المرآه و هو يتنفس ب ضيق و في حاله غاضبه بسبب ما عرفه يخص نور !
بكلية الفنون الجميله
جلس عمر قبالة مها و سعل ب هدوء قائلا
_ أزيك يا أنسه مها !
وضعت مها يدها أسفل خدها و لوت فمها في ضيق قائله
_ باشمهندس عمر دي رابع مره تقولي أزيك !
ثم وقفت پغضب قائله ب ضيق
_ شكل إن حضرتك فاضي و أنا مش فاضيه عن أذنك
كادت مها أن ترحل حتي أسرع عمر بأمساك ذراعها قائلا
_ لأ خلاص أنا هتكلم أستني
جلست مها مره أخري علي المقعد قائله
_ها قول
_هتسمعيني !
_سمعاك
فرك عمر كلتا يديه معا ثم رفع رأسه و نظر إليها قائلا ب هدوء
_ إنت إنسانه كويسه و طيبه جدا بس
نظرت إليه مها ب غموض متسائله
_بس أيه ماتكمل !
أبتلعم عمر ريقه و ألتفت حوله قبل أن يتحدث ب
_ بس إنت لازم ماتعلقيش نفسك بحبال دايبه
عقدت مها حاجبيها قائله ب عدم فهم
_ يعمي أيه معلقش نفسي ب حبال دايبه عمر بص ياريت تتكلم من غير لف و دوران
بلل عمر شفتيه بطرف لسانه قائلا
_ يعني يعني أنا صعب إني أفكر
فيك أنا معجب ب نور و مش هقدر أشوف غيرها
وقفت مها ب ڠضب صائحه ب
_ أنا مش عارفه أيه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده و مين أصلا فهمك إني معجبه بيك حتي !
أنت شكلك فاضي و جاي تهزر عن أذنك يابشمهندس و ياريت تبقي تتأكد من معلوماتك الأول قبل ما تتكلم !
رحلت مها و هي في قمة ڠضبها تاركه عمر ب مفرده
ألتفت عمر حوله و كادت عيناه تذرف دموعا ف هذه تعتبر المره الأولي له الذي يشعر فيها ب حرج ك هذا فوقف ليرحل و هو يلوم نفسه علي ما أقترفه في حق مها دون وجود دليل !
في فيلا الحاج علي
دخلت نور إلي غرفتها بسرعه و أغلقت الباب خلفها و أستندت بظهرها عليه و أنفجرت باكيه
ظلت تنزل بظهرها علي الباب حتي جلست علي الأرضيه و دفنت
وجهها بين كفيها قائله پبكاء قوي
_ليه ليه الشخص الوحيد اللي أحبه للدرجه دي تط آآ تطلع أختي بتحبه ليه !
ياارب أنت اللي عالم إن الحب بيقبي ڠصب عننا فصبرني علي بعدي عنه و أبعد حبه من قلبي
ثم وقفت و مسحت عبراتها التي تنساب كالشلالات و جلست علي حافة الفراش و نظرت علي إنعكاس صورتها بالمرآه ثم تحدثت ب جمود إلي صورتها ب المرآه قائله
_ لازم تنسيه يا نور و ابدئي من دلوقت أوعي تتكلمي و لا تهزري معاه تجاهليه تماما !
و لكن غلبتها عبراتها فأنهارت باكيه مره أخري معاتبه نفسها ب
_ مش هتقدري يا نور يك يكون قدامك و ماتكلمهوش حصل أمتي و أزاي و ليه و حبيتك ما اعرفش ماعرفش ماعرفش اهئ اهئ اهئ
بعد أن خرج أدهم من المشفي شعر بأن صدره ضائق فقرر أن يذهب إلي من يرتاح صدره لرؤيتها إلي تلك التي بمثابة أم حنون له خالته عفاف
وصل أدهم إلي شقة خالته و رفع يده و طرق علي الباب
فتح الباب لتطل عفاف منه لتعرف من الطارق و بمجرد أن رأت أدهم حتي فتحت الباب سريعا و أدخلته
جلس أدهم علي الأريكه قبالة خالته ب عيون ذابله و وجه هزيل و لكن مهلا ف أدهم طيلة حياته هكذا و هذه ليست حاله جديده عليه بل تلك الأيام التي ذاق فيها طعم السعاده الحقيقيه برفقة نور كانت غريبه عنه
جلست عفاف قبالته و تمعنت في ملامح وجهه و حركت رأسها ب حزن و عدم رضي قائله بآسي
_ عيني عليكوا يا ولادي عين و صابتكوا !
رفع أدهم وجهه ناحية خالته قائلا ب حزن حتى كادت أن تذرف عبراته
_ مفيش فرحه بتكمل ياخالتي ليه كده !
أقتربت عفاف ل تجلس بجوار أدهم و ضمته إلي صدرها و مسست علي ظهره في حنو حقيقي قائله
_ مالك يا أدهم أنت التاني أيه اللي جرالك يا ضنايا
أبتسم أدهم أبتسامه باهته محاولا تغيير مجري الحديث فتسآل ب
_ هو هو عمر فين !
لوت عفاف فمها بحزن قائله
_ نايم جوه يا حبة عيني جه من الجامعه حاله مايختلفش عن حالك كده !
وقف أدهم قائلا
_ طيب أنا داخله هشوفه و أتكلم معاه شويه
بالفعل توجه أدهم إلي غرفة عمر بينما جلست عفاف مكانه داعيه ب
_ ربنا يريح بالكوا يا ولادي
دخل أدهم إلي الغرفه ليجد عمر جالس علي الفراش و عاقد ذراعيه أمام صدره و شارد تماما
ف جلس بجانبه و وضع ذراعه علي كتفه فألتفت له الأخير
أبتسم أدهم ب حزن متسألا
_ مالك يا صاحبي أيه اللي مضايقك !
ألتفت عمر برأسه ناحية أدهم قائلا
_ اللي يشوف حالتك يقول إنك أنت اللي مبسوط مالك أنت كمان !
أبتسم أدهم معلقا
_ فكرتني ب أيام زمان نتلم أنا و أنت و نشكي همومنا لبعض أحكي أنت الأول يلا و صحف كدا علشان أنام جنبك !
ضحك عمر علي تعليق ابن خالته و بالفعل تحرك قليلا حتي يترك له مساحه لينام بجانبه ثم تنهد قائلا
_ فاكر يا أدهم البنت الي حكتلك عليها اللي بحبها !
_ اها أوعي تقولي أعترفتلها و رفضتك !
أبتسم عمر بحزن قائلا
_ لأ بس
_ بس أيه !
_ أنا عملت حركه غبيه أوي ندمان عليها أوي يا أدهم
_ عملت أيه يابني !
_ أنا أنا لما روحت اسأل عليها و أعرف أخبارها من صاحبتها حسيت إن صاحبتها أضايقت أوي حسيت إن في حاجه من ناحيتها ليا فاخوفت لحسن تكون بتحبني و تكون حاكيه لصحبتها فطلبت منها نتكلم شويه
متابعة القراءة