بقلم اسراء ابرهيم
المحتويات
برود
_ أدهم عنده شغل و نهله تعبانه شويه و في أوضتها و عمك مصطفي النهارده دخلته مصحه علشان يبدأو علاج معاه
هز جاسر رأسه ب الموافقه و نظر إلي الطبق الموضوع أمامه
حاولت صفاء تلطيف هذا الجو ف وضعت يدها علي كف جاسر قائله ب أبتسامه
_ عملت أيه يا حبيبي في مشوارك
أبتسم جاسر ب هدوء و اومأ ب رأسه قائلا
رفع عاصم أحد حاجبيه قائلا ب جديه
_ جاسر مش عايز موضوعك ده يطول أنا سايبك تتسلي مع أي بنت براحتك يومين لكن لم نيجي لجواز و جد مفيش غير هدير بنت شريكنا صفوت مجاهد سامع
أغمض جاسر عينيه محاولا السيطره علي أعصابه و زفر في ضيق ثم وقف قائلا قبل أن يتجه إلي أعلي
_ أنا كلت عن أذنكوا
نظرت صفاء إلي عاصم ب ڠضب قائله بضيق
_ هو أنت لازم تعكنن علي الواد كده علي طول سيبه براحته يعيش حياته و يختار اللي عايزه هو !
ترك عاصم الملعقه من يده ب هدوء و ضم قبضتي يده و وضعهم أسفل ذقنه قبل أن يتحدث ب برود يحمل الوعيد في ثناياه
_ أنا لم أقول حاجه لازم تتنفذ سايبه يقضي حياته براحته بس في حاجات تخصه هو و أدهم و نهله أنا بس اللي أحددها و مفيش رجوع في كلامي
_ و أنت مالكيش دعوه باللي ما يخصكيش سامعه !
كانت نظرات عاصم وحدها كافيه أن تجعل جسد صفاء يقشعر خوفا و هزت رأسها ب الموافقه و بدون أي كلمه أخري نظرت إلي الطبق أمامها و تابعت طعامها
في فيلا رامز
ضغط رامز علي زر أغلاق شاشة التلفاز أمامه و وقف و سحب السي دي من مكانه و أعاده في علبه بلاستيكيه و جلس علي الأريكه مره أخري و أسند ظهره للخلف براحه شديده و رفع يده ممسكا ب السي دي و يتطلع إليه بعمق شديد و أبتسامة نصر ترتسم على ثغره قائلا
ثم أبتسم ب سخريه متابعا ب خبث
_ و في الحاله دي هبعت لأهلك الفيديو !
ظل أدهم ب سيارته بعد أن أوقفها ب مكانا ما ب القرب من العقار الذي يسكن به ذلك الصحفي المسمي أحمد عبد الحميد ثم نظر إلي ساعة يده ليجدها الثانية عشر منتصف الليل ف نظر من خلال زجاج السياره ليجد أن المكان هادئ تماما
ثم نزل من السياره و وضع المسډس في بنطاله من الخلف و توجه ناحية الباب الخلفي الخاص ب الخدم في هذا العقار
أستطاع أدهم أن يصل إلي الطابق المتواجد به الصحفي دون أن يلمحه أحد ثم أنزل القناع علي وجهه و أخرج أداه من جيبه و ظل يعبث ب الباب المؤدي إلي المطبخ حتي أستطاع أن يفتحه و تسلل إلي داخل الشقه
لم يدر أدهم ما يجب عليه فعله ف توجه ناحية الفتاه الصغيره ب سرعه و أمسكها محاولا كت صړاخها و لكن مهلا قد وصل صوت صړاخها إلي أذان والديها
خرج الصحفي أحمد و زوجته سريعا من غرفة نومهم علي صوت صړاخ ابنتهم و لكن ما أن وصلوا إلي الصاله حتي تجمدوا مكانهم عندما رأوا أدهم يحمل الفتاه و يضع المسډس عند رأسها و الفتاه من شدة خۏفها تبكي و لكن صوت بكائها يتجه إلي جوفها مرة أخري بسبب قبضة أدهم التي تكتم صوتها نهائيا
وضعت سناء كفها علي فمها قائله ب صړاخ
_ بنتي أوعي تموتها أيديك
حاول أحمد أن يقترب من أدهم قائلا ب رجاء و العبرات تملأ عيناه
_ سيب بنتي أرجوك إذا كنت جاي علشان تسرق هديك كل اللي معايا و إذا كنت جاي علشان تقتلني ف أنا قدامك أهو أقتلني بس بنتي ملهاش ذنب سيبها الله يخليك
ظلت سناء تبكي بشده و هي ممسكه ب ذراع زوجها قائله ب نحيب
_ أنا عايزه بنتي يا أحمد هاتلي بنتي ده هيموتها
أغمض أدهم عينيه و هو يقاوم سقوط عبراته و أشار إليه ب سلاحھ ألا يقتربوا أكثر من ذلك
حرك أحمد يداه عشوائيا في الهواء محاولا تهدئة أدهم ألا يقوم ب حركه متهوره قائلا و هو يتجه للداخل
_ بص أنا أنا هجي هجيبلك كل اللي معايا بس سيب بنتي
!
تدخلت سناء قائله ب بكاء و نبره متقطعه بعد أن سقطت علي الأرض من كثرة البكاء و الخۏف
_ و ومجو مجوهراتي هات هاته ليه بس سييييب بنتي
قبل أن يتجه أحمد إلي الداخل أوقفته جملة أدهم مكانه قائلا ب حده
_ أستني عندك
تجمد أحمد مكانه و ألتف ب جسده ناحية أدهم و أزدرد لعابه ب صعوبه
أبعد أدهم السلاح عن الفتاه و أنزل الفتاه أرضا لتركض سريعا ناحية أمها التي أ ب شده و العبرات تملأ وجهها
ظل أدهم محدقا ب
هذا المشهد و كأن هذه المره الأولي التي يرتكب فيها جرما حتي أن جسده كان ينتفض و العبرات ملأت عيونه و بللت أطراف القناع
ظل أحمد واقفا مكانه ساكنا تماما ثم تحدث ب خوفا شديد
_ أنت مش جاي للسرقه أنت جاي تقتلني بنتي و مراتي مالهمش ذنب سيبهم متأذهمش و أنا قدامك أهو أقتلني
بعد أن أنهي الرجل جملته أغمض عينيه ب قو و ظل يردد الشهاده بصوت خاڤتا
رفع أدهم السلاح صوب الرجل و وضع أصبعه علي الزناد
ب مجرد أن فعل أدهم هذه الحركه حتي أرتفع صوت بكاء كلا من سناء و الطفله الصغيره يارا
ظل أدهم يوزع نظراته الرجل الذي لا محال من قټله حالا و هو مستسلما تماما فقط يتمتم ب الشهاده و بين زوجته و ابنته اللتان كانتا تبكيان بشده
رق قلب أدهم لم هو يحدث أمام عيناه و أنه ب ضغطه واحده علي هذا السلاح سوف يجعل هذه العائله الصغيره بائسه تماما و كاد أن يضغط علي الزناد و لكن سرعان ما أرجع أصبعه و أبعد السلاح عن الرجل و جلس علي أقرب مقعد و ظل يبكي حسرة
فتح الرجل عيناه و هو غير مصدق إنه لازال علي قيد الحياه و نظر إلي زوجته وابنته اللتان ما أن أبعد أدهم السلاح عنه حتر ركضن ناحيته و أحتضنوه بشده
و من ثم نظر ثلاثتهم ناحية أدهم الذي يبكي بشده و يجلس علي المقعد
شعر أدهم ب نظراتهم تتفحصه و بمجرد أن رفع وجهه ناحيتهم حتي تراجع ثلاثتهم للخلف خوفا منه
نظر إليهم ب عيون ممتلئه ب العبرات متسائلا في قرارة نفسه لهذه الدرجه أنا مخيف لهذه الدرجه يخشون مني إلي أين وصلت أنا كم مؤلم أن تكون مجبورا علي فعل شيئا سيئا و أنت لازلت تمتلك ضميرا ېمزق قلبك أشلاء و أنت علي قيد الحياه كم مؤلم هذا حقا
ثم وقف قائلا من بين عبراته و هو ينظر إليهم ب حسره
_ أنا أسف تقدر تطلب الشرطه و تبلغ عني و ترحمني من اللي أنا فيه ده !
ظل أحمد و سناء ينظران إلي بعض و أسرعت سناء و أمسكت ب الهاتف ب سرعه و هي تنظر ب خوف إلي أدهم
أسرع أحمد ب سحب الهاتف من يدها و نظر إليها قائلا ب هدوء
_ خدي يارا و أدخلي جوه يا سناء
نظرت سناء إلي زوجها ب عدم تصديق قائله
_ أنت مچنون ده كان ھيقتلنا لازم نبلغ البوليس حالا
تدخل أدهم في الحديث قائلا ب مراره
_ سيبها تبلغ البوليس و أرتاح أنا بقي لأني معنديش الجرأه إني أسلم نفسي أو أقتل نفسي
نظر أحمد إلي سناء ف فهمت هي مقصده و أحتضنت ابنتها و أتجهت بها للداخل
بعد أن تأكد أحمد من دخول زوجته و ابنته ألتفت ناحية أدهم قائلا ب هدوء
_ ليه !
و كأن أدهم أصبح ضعيفا جدا و باتت قوته منهكه ألقي بجسده علي المقعد مجاهدا ألا تظهر عبراته أكثر من ذلك قائلا ب حزن
_ عل علشان هما عايزين يخلصوا منك لأنك بتحاربهم و بتفضحهم
أقترب أحمد ب هدوء و جلس علي المقعد المجاور لأدهم قائلا
_ ما أقصدش ليه جاي تقتلني أقصد ليه ماقتلتنيش
رفع أدهم وجهه و نظر ب خزي إلي أحمد قائلا ب صوت مخټنق
_ علشان أنا جبان و مش هقدر أعمل أي حاجه أنا مش عايز أعمل كده صدقني أنت مصدقني صح !
أبتسم أحمد و حرك رأسه إلي أعلي و أسفل ب الأيجاب قائلا ب هدوء
_ بس أنت مش جبان و لا ضعيف بالعكس أنت قوي جدا و أكبر دليل علي كده إنك ماسمعتش لشيطانك و نفذت الجرم ده أنت ما عملتش كده لأنك لسه بني أدم و جواك صراع بين شيطانك و ضميرك بس المره دي ضميرك اللي غلب بس أيه اللي جابرك علي الطريق ده
نظر أدهم إلي أحمد ب خوف قائلا ب حزن
_ أرجوك يا تبلغ عني يا تقتلني حالا و تريحني أنا مش عايز أعيش
و تابع ب مراره
_ ضميري بيموتني في اليوم مية مره !
أشفق أحمد
كثيرا علي حالة أدهم و وضع كفه علي يد أدهم قائلا ب هدوء
_ أنت إنسان كويس لم أنا أقتلك و لا أبلغ عنك هنخلص أحنا كده علي الناس اللي عندهم ضمير و نسيب الشياطين !
لأ طبعا أعتبرني صديق ليك و أنا هساعدك بس قولي أيه اللي جابرك إنك تعمل كده !
نظر أدهم إليه بعيون ممتلئه ب العبرات قائلا ب حسره
_ عمي عمي بيهددني ب ورق لصفقات مشبوهه و لو ما نفذتش كلامه هيبلغ عني أو ېقتلني ب أيده
صدم أحمد مما سمع محاولا أن يتحدث و لكن حالة من الذهول مسيطره عليه
_ ع عمك!
أزاي في واحد يعمل كده في ابن أخوه ده ده لا يمكن يكون طبيعي
أبتسم أدهم ب سخريه قائلا
_ هو فعلا مش طبيعي أنا ماكنتش هنفذ حاجه و خليه يقدم الورق و أتحبس و أرتاح بس عمري ما هقدر أقبل إن نهايتي تكون علي أيده هو
متابعة القراءة