بقلم اسراء ابرهيم

موقع أيام نيوز

كنت باجي فيه أنا و أدهم ابن خالتي 
ألتفت نور بسرعه ناحية عمر بمجرد أن نطق ب اسم أدهم و تذكرت تلك المره التي قابلوا بعض بها محدثه نفسه ب 
_ أزاي أنا كنت غبيه أوي كده و حاجه زي دي راحت عن دماغي عمر يعرف أدهم ساعة ما اټخانق هو و جاسر و أدهم جه أزاي كنت غبيه لدرجة إني أنسي اسئلهم يعرفوا بعض منين
ثم أستجمعت قواها قائله ب ثبات 
_ عمر هو آآ هو أنت قصدك عن أدهم اللي كان في المحل يعني يعني هو يبقي ابن خالتك !
ضحك عمر قائلا 
_اه هو ياستي هو أدهم ماقلكيش ولا أيه
وزعت مها نظراتها بين كلا من عمر و نور و عقدت حاجبيها متسائله 
_ هو في أيه و أدهم ابن خالة عمر هو أدهم اللي أنت قصدك عليه يا نور !
ظهرت بارقة أمل علي معالم وجه نور و أبتسمت قائله 
_ اه هو يا مها بس أستني أنت كده

و تابعت و هي تنظر إلي عمر متسائله ب فرحه
_ يعني آآ يعني لو طلبت منك توصلني ليه هتعرف !
شعر عمر ب ريبه حول هذا الموضوع ف أيقظ كل حواسه و هو يحدث نور ب جديه قائلا 
_ نور قوليلي هو أدهم آذاك أو عملك حاجه وحشه !
أبتسمت نور و لم تعرف كيف تخفي الفرحه مجاوبه ب سرعه 
_ لا لا ابدا هو بس نسي حاجه معايا حاجه مهمه أوي و عايزاك تساعدني علشان أقدر أشوفه و أرجعهاله
أبتسم عمر قائلا 
_ أنت تؤمري أول ما نرجع من الرحله دي ياستي نبقي ننزل القاهره أحنا التلاته سوا نزوره و تديله اللي أنت عايزاه 
ثم أمسك ب ذراع مها قائلا 
_ يلا بقي بينا علشان ما نتأخرش !
أنصاعت كلاهما لأوامر عمر و توجهوا إلي الخارج و مها ممسكه ب ذراع عمر و سعيده جدا و تبعتهم نور و كأنها ب عالم آخر و السعاده واضحه جليا علي تقاسيم وجهها ف قد أصبح لديها أملا من جديد للعثور علي أدهم 
أوقف عمر سيارة أجره ركبت كلا من نور و مها ب المقعد الخلفي بينما ركب عمر بجانب السائق و أنطلق بهم
ب البار 
ظل جاسر يرقص ب صحبة فيفي علي الموسيقي الصاخبه و الجميع غائب العقل في هذا المكان و لكن صمتت الموسيقي الصاخبه لتحل محلها موسيقي هادئه للرقص 
لفت فيفي كلتا 
_ بضحك علي نفسي لأن الوحيده اللي بحبها مش معبراني و بتحب غيري !
لوت فيفي فمها في ضيق و أقتربت من جاسر قائلا ب هدوء 
_ سيبلي نفسك أنت بس و أنا أمحيها من مخك !
حرك جاسر رأسه ب الرفض و هو يحاول فتح عيناه و الثبات في وققته فقد أثر المشروب و بشده عليه قائلا 
_ ششش أنا آآ أنا لا يمكن أنس أنسي نور 
ضړبت فيفي ب كفها علي صدر جاسر قائله ب ضيق و هي تدعي الدلال 
_ بلا نور بلا نيله دي تلاقيها
واحده و أنا هبسط اااااه أنت بتعمل أيه يا اااه
لم يتحمل جاسر أن تلفظ تلك العاھره لفظا مشينا ب نور ففاجائها ب صفه قويه علي وجنتها و أمسكها من خصلات شعرها و هو يكرر صفعها علي وجهها ب منتصف حلبة الرقص قائلا ب ڠضب شديد و أعين مشتعله 
_ أنا لا يمكن أسمحلك تغلطي فيها فاهمه !
توقفت الموسيقي و ظل ينظر الجميع لم يفعله جاسر بينما تدخل حراسة المكان و أبعدوا جاسر ب قوه ليسقط أرضا و أنهالوا عليه ب الركلات ليبرحوه ضړبا عڼيفا حتي ڼزف و من ثم حملوه و ألقوه ب الخارج 
في المطعم الفاخر 
ظلا كلا من أدهم و نهله يتناولوا عشائهم الخاص و يتبادلوا الأحاديث البسيطه 
أبتسمت نهله أبتسامه رقيقه و هي تقرب الكأس من فمها رغم ما تحمله من أحزان كبيره تمزقها أربا بلا رحمه و ألتفت برأسها للجانب و لكن سرعان ماتلاشت الأبتسامه لتحل مكانها معالم الصدمه و الفزع عندما لمحته علي طاوله بعيده إلي حدا ما و يبتسم ب خبث و يشير إليها ب كأسه ف سقط الكأس من يدها ليتهشم و أتخذ المشروب ب فمها مسار التنفس و ظلت تسعل بشده 
وقف أدهم ب سرعه و توجه ناحيتها ليعرف ماذا صار لها و أحضر النادل ماءا لها ف وقفت هي ب سرعه و ركضت ناحية المرحاض و توجه خلفها أدهم للأطمئنان عليها بينما بدأ النادل في تنظيف ما حدث 
بعد لحظات دخل كلا من عمر و مها و نور إلي نفس المطعم و جلسوا علي أحدي الطاولات و طلبوا بعض المشروبات 
ظلت نهله تتقئ ب المرحاض و أدهم يقف ب أنتظارها أمام باب المرحاض الرئيسي الخاص ب النساء ف وجدها قد تأخرت و شعر ب الأرهاق فتوجه ناحية الحديقه الخاصه ب المطعم و جلس علي أحدي الطاولات بها و ظل يستنشق الهواء النقي المحمل ب رائحة البحر 
و من ثم أخرج هاته و كتب رساله و ضغط علي زر الأرسال
في غصون هذا وقفت نور و استأذنت من عمر و مها للذهاب إلي المرحاض و توجهت ناحية الحمام الخاص ب السيدات و دخلت لتجد فتاه تقف أمام أحد الأحواض و تبكي بشده و تغسل وجهها ب الماء 
عقدت نور حاجبيها و أقتربت منها و وضعت كفها علي ظهر الفتاه

متسائله 
_ في حاجه حضرتك شكلك تعبانه تحبي أساعدك 
ألتفت الفتاه ب رأسها ناحية نور و وحاولت رسم الأبتسامه علي وجهها و قد أختلطت عبراتها ب قطرات المياه قائله ب هدوء 
_ شكرا ليك 
أبتسمت نور قائله بهدوء 
_ بجد و الله لو محتاجه أي مساعده مني أنا تحت أمرك لأن واضح جدا عليك التعب طيب في حد معاك هنا و لا جايه لوحدك !
_ أنا جايه أنا و خطي
لم تكمل جملتها حتي أعلن الهاتف عن وصول رساله ف فتحتها و قرأتها و أعادت النظر إلي نور قائله 
_ ده خطيبي زهق من القعده جوه و خرج مستنيني في ال open area و أنا هروحله حالا 
ثم تابعت ب أبتسامه 
_ شكرا ليك يا 
_ نور اسمي نور 
أبتسمت الفتاه و مدت كفها مصافحه نور و هي تقول 
_ أنا نهله و فرصه سعيده إني أتعرفت بيك 
أبتسمت الأخري قائله ب أبتسامه 
_ أنا أسعد 
_عن أذنك 
قالتها نهله و توجهت ناحية الباب و لكنها شعرت ب دوار فجاءه و أستندت علي الباب ف أسرعت نور إليها و أسندتها قائله ب قلق 
_ أنت أنت كويسه !
حاولت نهله الثبات قائله و هي تستند علي نور 
_ اها أنا بس حاسه بدوخه شويه يمكن لأني ما أكلتش النهارده !
أمسكت نور ب حقيبتها و فتحتها و أخرجت منها علبة دواء و سحبت منها كبسوله و مدت يدها بها ناحية نهله قائله ب أبتسامه 
_ خدي دي هتريحك شويه أنا بيحصل معايا كده كتير لم بكون مش واكله و باخد منه و أستريح علي طول مفعوله قوي 
وزعت نهله نظراتها بين نور و الكبسوله ب غرابه شديده ف أدركت نور ما دار ب رأسها ف وضعت كفها علي ذراع نهله قائله ب أبتسامه
_ ماتخفيش ده مش حاجه وحشه والله أنا أختي دكتوره و هي اللي قالتلي عليه حتي شوفي أسمه و اسألي عنه بره صدقيني مش وحش والله 
أبتسمت نهله و ألتقطت الحبه من كف نور و أبتلعتها و من ثم ساندتها نور للوقوف قائله ب أبتسامه 
_ تعالي أنا هساعدك و أوصلك لحد بره !
ظل كلا من عمر و مها يتبادلوا الأحاديث سويا بعد أن توجهت نور إلي المرحاض 
أبتسم عمر قائلا 
_ مها ممكن اسألك سؤال من غير زعل و لا حساسيه !
أبتسمت مها قائله 
_ أكيد طبعا 
ثم وضعت كفها أسفل خدها و أستندت ب مرفقها علي الطاوله و مالت ب رأسها قائله 
_ أيه بقي يا عمر !
تردد عمر كثيرا قبل التحدث و ظل يفرك أصابع يده معا بتوتر و هو ينظر إليهم ثم رفع رأسه و نظر إلي مها ب عمق قائلا 
_ هو آآ هو أنت يعني ليه كنت مخبيه إنك بتشتغلي !
أغمضت مها عيناها ب آسي و زفرت ب هدوء و جاهدت أن لا تغلبها عبراتها و تسقط قائله 
_ علش علشان خاېفه خاېفه من بصة صحباتي ليا لم يعرفوا إني فقيره و قاعده في حاره شعبيه أوي و كمان بشتغل جرسونه !
ثم أخذت نفسا عميقا و لم تستطع أن تحبس عبراتها أكثر من ذلك ف أطلقت سراحه قائله ب حسره 
_ أصلها صعبه أوي يا عمر لم حد يهينك ب ظروفك اللي أنت أصلا مالكش دخل فيها بابايا من ساعة ما عمل حاډثه و هو مش بيقدر يمشي علي رجليه و اللي زاد و غطي إنه طلع عنده القلب و بيحتاج أدويه بالشئ الفلاني و يعيني علي المعاش اللي بيصرفوه لبابا مايقضناش شهر ناكل عيش حاف كان لازم أنا أشتغل و والدتي بتشتغل و في الزمن ده لا عم بيساعد و لا خال بيحن 
ثم تابعت ب حسره و العبرات تنهمر علي وجهها
_ و يا حسره عليا ماليش أخ يكون سند و ضهر و يساعدنا في الظروف دي اااه يا عمر اااه لو قولتلك قد أيه أنا بټعذب و أنا شايله المسئوليه دي كلها عارف آآ عارف أنا ليه أخترت مطعم يكون بعيد علشان أشتغل فيه لأني مش عايزه حد يشوفني و أنا و أنا بشتغل و بنضف و ألف علي الترابيزات أمسحها و اللي لسانه يطول عليا و اللي أيده تطول 
و تنهدت ب حزن شديد و هي تحاول كبح شلالات
عبراتها متابعه 
_ عرفت ليه بقي !
تأثر عمر بشده بما قالته مها و لمعت عيناه ب عبرات ساكنه بداخلهما و مد يده و أمسك ب كف مها محاولا رسم البسمه علي ثغره قائلا
_ بنا يقدرني و أعوضك عن ده كله يا حبيبتي
ثم مد يده الأخري و جفف عبراتها ب أنامله قائلا 
_ بس أوعي أشوف دموعك دي مره تانيه سااامعه !
حركت مها رأسها ب الموافقه

و أبتسمت من بين حزنها قائله ب خفوت 
_ أوعي تقول لحد يا عمر مفيش أي حد يعرف عني كده غير نور 
نظر عمر إليها ب ڠضب قائلا 
_ أيه اللي أنت بتقوليه ده يا مها هو أنا أهبل !
أدركت مها أنها أرتكبت خطأ ب قولها هذا دون وعي منها ف أسرعت قائله 
_ لا ابدا والله ما أقصدش يا عمر !
و حاولت تغيير مجري الحديث سريعا قائله ب أبتسامه 
_ طيب تعرف يا عمر إن أنت
تم نسخ الرابط