بقلم اسراء ابرهيم
المحتويات
نور كنت قولتلكوا عليها قبل كده وإن شاء الله
هتكون خطيبتي !
في غصون ذلك لمح أدهم نور تقف عند الطاوله التي تجلس عليها عائلته فصدم تماما كيف لنور أن تتجرأ و تذهب لعائلته فوضع ذراعه حول كتف نهله قائلا و هو يدعي الهدوء
_ تعالي نرجع !
بدون أي كلمه هزت نهله رأسها ب الموافقه و تحركت مع أدهم ليعودا إلي الطاوله
_ دي نور كنت قولتلكوا عليها قبل كده و إن شاء الله هتكون خطيبتي !
تفاجأت نور ب حضور أدهم في هذه اللحظه و هو يضع ذراعه حول كتف نهله و يبدو عليه البرود و عدم
المبالاه ف أحترقت هي تماما من الداخل و جاهدت ألا تظهر عبراتها حتي لا يفضح أمرها أمام عائلة جاسر و لكن لمعان عيناها الدال علي كم من العبرات المخټنقه ب داخلها فضحتها و الذي لم يلاحظها سوي أدهم الذي سرعان ما أبعد ذراعه عن كتف نهله
_ مين دي يا بابا !
_ خطيبتي إن شاء الله
مسح عاصم طرف أنفه بأصبعه و هو ينظر أرضا و تلك الأبتسامه المستفزه ترتسم علي ثغره و لكن تفاجأ الجميع ب عاصم يرفع كفه لتهوي علي وجه جاسر بقوه
صدم الجميع مما فعله عاصم حتي أن نور شهقت و وضعت كفيها علي فمها وكادت عيناها أن تخرجا من مقلتيهما مما رأت
كاد جاسر أن يعتصر قبضة يده من الڠضب و أغمض عينيه حتي يمتص غضبه و لا يفعل أي شيئا متهورا و أعاد نظره إلي والده ب أعين مشتعله ڠضبا قائلا ب ببركان مكمون
_ ده قراري يا عاصم بيه و أنا لا يمكن أرجع فيه أنا مش هتجوز غير نور !
أحتقن وجه عاصم ب الډماء ڠضبا لم يقوله ابنه و أمسك ذراعه ب قوه صائحا به ب ڠضب
_ أنت مچنون جايبلنا واحده من الشارع و عايز تتجوزها !
وقعت هذه الجمله علي نور ك الصاعقه ف ها هي تهان للمره الثانيه اليوم و لكن هذا يكفي لم تتحمل أكثر من هذا و صاحت ب ڠضب قبل أن تركض للخارج
كاد أدهم أن يركض خلفها ف هو لا يتحمل هذه الأهانه لها و لكن أسرعت نهله ب أمساك ذراعه قائله بتحذير
_ ما تتدخلش أنت يا أدهم !
بينما كاد جاسر أن يركض خلفها و هو ينادي عليها ولكن أزدادت قبضة عاصم على ذراعه بقوه محذرا ب
_ أوعي لو فكرت تلحقها هتبقي الحړب بيني و بينك يا جاسر وأنت مش قدي !
_ و أنا مش عايز أبقي ابنك من دلوقت أعتبرني مېت بالنسبالكوا !
و ركض للحاق بها صائحا ب
_ نور أستني يا نور !
ظل عاصم مكانه مشټعلا ڠضب مما أقترفه جاسر و يتوعد له بينما لم يصدق أدهم ما حدث أمام عيناه و قرر عاصم أيقاف تلك الأجازه المشئومه _من وجهة نظره_ والعوده إلي القاهره للتفكير في حل لهذه المعضلة
ظلت نور تركض و هي تبكي ب شده و لكن استطاع جاسر اللحاق بها و أيقافها و أمسك ذراعها قائلا ب رجاء
_ نور أنا أسف و الله أسف على اللي قاله أبويا أنا بحبك بجد و لا يمكن أتخلي عنك !
سحبت نور ذراعها قائله ب بكاء
_ أبعد عني يا جاسر سيبني في حالي روح لأهلك يلا !
أمسكها جاسر ب قوه من ذراعها قائلا ب أصرار
_لا مش هسيبك يا نور أنا ممكن أسيب أهلي كلهم علشانك و من دلوقت أنا مش هسيبك لحظه و تعالي نتكلم و أفهمك في أي مكان !
أغمضت نور عيناها لتمتص ڠضبها و قالت بنبره حزينه
_ طيب !
و سارت نور ب هدوء برفقة جاسر ليتحدثا سويا و يتفقا على ما هما و لكن كان بداخله يشتعل
ظلت صفاء تبكي و تضع كفها على فمها قائله
_ يالهوي يالهوي على اللي هيحصل ياله
_ ما أتخرسي بقي !
كانت هذه جملة عاصم قالها ب شده و ڠضب و هو يحدق في زوجته ب نظرات ممېته كانت كافيه أن تجعل صړاخ صفاء يتخذ مساره إلي جوفها لتصمت تماما
وقف عاصم و هو يستند بيداه علي الطاوله صائحا ب ڠضب
_ يلا بينا هنلم حاجتنا و نرجع على القاهره !
أنصاع الجميع لأوامر عاصم و وقفوا للتوجه إلي الشاليه ل يحزموا أمتعتهم و يعودوا إلي القصر
ظلت نهله تتلفت حولها و هم يرحلوا للتأكد إذا كان رامز ما زال يتبعهم أم لا و لكنها لم تلمحه ف أخذت نفسا ب راحه و توجهت معهم
و لكن أغفلت نهله عن البحث جيدا ف هو كان موجود يراقب كل ما يحدث و يترصد لها حتي يجد أدني فرصه تجمعه بها حتي يري الړعب ب عينيها و هو يهددها ف
هو أقسم أنه سيكون لهم ب مثابة ظلهم حتي يكمل أنتقامه و لا نية عنده للتراجع عن قراره هذا و إن كلفه الأمر حياته !
ب أحدي الاماكن
تنهد جاسر و هو ينظر إلي نور قائلا ب رجاء
_ يا نور أفهميني أنا لا يمكن أسيبك أو أبعد عنك أنت عندي زي روحي لو سبتها ھموت !
أنسابت العبرات على وجه نور دون وعي ف كم تمنت أن تسمع هذه الكلمات من أدهم و لكنها ضغطت على نفسها و قررت أن تنساه كما فعل هو و تماسكت ل تتكلم ب هدوء
_ أزاي يعني يا جاسر نهرب و نختفي علشان نتجوز !
فرك جاسر وجهه ب كلتا يديه قالا
_ نور مش أنت متخانقه مع أختك زي ما قولتي و سايبه البيت و أنا كمان لا يمكن أرجع خلينا نروح نعيش في أي مكان و نبعد عنهم و عن مشاكلهم و نبدأ صفحه جديده سوا و نتجوز أنا معايا فلوسي في البنك يعني مش هنحتاج لأي حد !
_ أزاي يعني يا جاسر عايزنا نتجوز في السر أزاي
أنا عايزه أعمل فرح و يحضروه أهلك قبل أهلي !
أخذ جاسر نفسا عميقا و زفره ب هدوء ثم حرك رأسه ب الموافقه قائلا ب تفهم
_ طيب طيب يا نور بصي أنا جاتلي فكره أحسن !
عقدت نور حاجبيها متسائله
_ هي أيه دي !
مد جاسر يديه و أمسك ب كفي نور و ظل محدقا ب عيناها قائلا ب نبره تحمل الرجاء
_ مفيش رجوع لينا تاني هنختفي أنا و أنت و نجهز كل حاجه و فرح كمان و مش هنعرفهم غير يوم الفرح لو حابين ييجوا أيه رأيك !
سقطت عبرة آسي على وجنتها و هي مثبته نظرها عليه و ب هدوء سحبت كفيها من بين يديه و حركت رأسها رافضة تلك الفكره تماما
صدم جاسر بها و هي تسحب كفيها و ترفض كلامه فخانته عبره لتسقط على وجنته قائلا
_ نور علشان خاطري أنا بحبك و لو بعدتي عني هقتل نفسي يرضيكي ده ماتسبينيش أنت الحاجه الوحيده اللي بتمناها و مش عايز غيرها من الدنيا دي !
مع كل كلمه يقولها جاسر كان قلب نور ېتمزق لم تكن تعلم أن حالتها س تصير هكذا ف تحاملت على نفسها قائله ب هدوء
_ ج جاسر أنا عايزه اس اسألك حاجه !
لمعت عيني جاسر ب بريق أمل قائلا ب لهفه
_ ق قولي طبعا
_ هو هو أنت أزاي تحبني للدرجه دي و وأنت عارف إن أدهم بيحبني و أنا بحبه !
لوي جاسر فمه في ضيق و صمت قليلا قبل أن يتحدث ب
_ لأ أدهم مش بيحبك يا نور أنا عارف إنك بتحبيه بس صدقيني مهما كنت بتحبيه حبك مش هييجي نقطه في بحر عشقي ليك أنا عارف إنك بتفكري فين كرامة واحد بيحب واحده عارف إن قلبها مع غيره بس أنت كنز و أدهم غبي لأنه ضيع حبك ده و أنا مش هبقي زيه و أضيعك و عندي أمل تحبيني حتي لو ربع حبك لأدهم و هبقي مبسوط بيه و راضي بس تكوني معايا و جنبي و ساكنه جوايا !
ظهر شبح أبتسامه على وجه نور قائله
_ طيب أنا موافقه على كلامك بس كلهم يحضروا الفرح و أولهم أدهم
كاد قلب جاسر أن يخرج من بين ضلوعه و يرقص طربا لم سمعه و وقف و أمسك كفها قائلا ب لهفه
_ طيب يلا قومي بينا !
وقفت نور و عقدت حاجبيها متسائله
_ أنت مچنون أنا لسه هروح أجيب هدومي و أقول ل صاحبتي !
حرك جاسر رأسه ب الرفض قائلا ب أصرار
_ أنسي أي حاجه مش لازم حد يعرف حاجه عن الموضوع ده لازم نختفي حالا لحد ما نظبط كل حاجه لأني عارف أبويا مش هيسكت
لم يترك جاسر مجالا لها لكي تعترض و أخذها و رحلا متفقان على الأختفاء تماما ل حين تنفيذ ما عقدوا النيه على فعله !
ب الشاليه الخاص ب عائلة الشناوي
ظل أدهم يكسر كل شي ب الغرفه حتي يتخلص من شحنة الڠضب التي تسكنه و يتحرك ب عصبيه ب الغرفه قائلا
_أزاي يا نور أزااااااي تعملي كده أزاي أنا كنت غبي للدرجه دي و ضيعتها و قولتلها كلامي السخيف ده أزاي
وجلس على الأرضيه و ډفن وجهه بين كفيه قائلا ب حسره و العبرات تنهمر على وجنتيه
_ أنت اللي كنت غبي يا أدهم و ضيعتها من أيدك هي جاتلك لحد عندك و أترجت و عيطت و عرفت كل حاجه و مسامحه ليه أنا أبقي ب القسۏه دي ليه
ثم وقف و هو ينظر إلي المرآه ليتخيل صورتها الباكيه ب أنعكاس المرآه قائلا ب آسي من
بين عبراته
_ أن أنا كنت بحميك مني يا نور بح بحميك
و لكن خيالها المتجسد ب المرآه كانت تنظر إليه ب عتاب و عبراتها شلالات على وجنتها و تحرك رأسها ب الرفض ف ڠضب
متابعة القراءة