بقلم اسراء ابرهيم

موقع أيام نيوز

ده بس لو ابني جراله حاجه مش هرحمك لا أنت و لا أختك و هخليكوا تندموا إنكوا فكرتوا تقربوا من ابني !
أبتسمت زينا أبتسامه ساخره رغم الحزن المتمكن منها و أستندت على الجدار لتقف غير مباليه ب عيراتها التى تنهمر على وجنتبها قائله ب مراره 
_ لو حصل حاجه لأي حد فيهم أنت اللى هتندم طول عمرك مش أنا يا ب بابا !
كانت هذه الكلمه ك السوط الذي ضړب عاصم فلم يعد يستوعب أي شئ و كأنه أصبح أصم لا يسمع و لا يتكلم حتي إنه أصبح لا يشعر بما يدور حوله و أزدرد لعابه ب صعوبه كبيره بعد أن أصبحت عيناه جمرتين من الڼار من كثرة البكاء و أخيرا خرج صوته متقطعا 
_ أن أنت مج مجنونه ب ب بتقولي أيه !
كانت الصدمه على كلا من أدهم و جمال كبيره للغايه أيضا رغم أن أدهم قد علم بهذا و لكن لم يخطر بباله أن الموضوع سوف يعرف بهذه الطريقه 
ب أيدي مرتعشه فتحت زينا حقيبتها و عبثت بها لتخرج ورقه و قلادتين و مدت يدها بهم ناحية عاصم قائله ب ڠضب 
_ دي شهادة ميلادي الأصليه زينا بنتك!
و دول السلسلتين اللى كانت واحده منهم في رقبتي و أنا صغيره و التانيه بتاعت أختى و كانت في رقبة ماما رحمه !
كانت كل كلمه تتفوه بها زينا تقع ك الصاعقه على مسامع عاصم و نظر إليها ب أعين فارغه تماما ثم رفع يده ب أرتعاش و تناول منها الورقه و القلادتين و ما أن رآهم حتي تأكد من صحة كلامها و خرج
صوته ضعيفا قائلا 
_ ززين زينا بنتي !
حركت زينا رأسها مستنكره كلامه قائله ب بكاء 
_ لأ لأ مش بنتك ج جاي دلوقت تقول كده رميتنا زمان لمجرد إنك كاره تجيلك بنت و دلوقت أنت السبب إننا نعيش حياتنا كلها من غير أب و لا أم لأ بس الحاج على كان أكتر من أب لينا حتى لو كنت أنت في حياتنا ماكنتش هتعمل حاجه من اللى هو كان بيعملها معانا ع عارف ل ليه لأنك عمرك ما عرفت يعني أيه أب عمرك ما عرفت يعني أيه أنسانيه من أساسه لأن عمر ما كان عندك قلب و دلوقت الغلابه اللي جوه بين الحياه و المۏت بسببك هتبقي السبب في مۏت عيالك بأيدك !
لم يتحمل عاصم أنفجار زينا ب هذه الكلمات عليه و جلس علي أقرب مقعد مطأطأ الرأس و العبرات تنهمر شلالات من عينا مترجيا أياها ب خفوت 
_ كف كفايا يا زي زينا أنا مش مستحمل كلام كلامك ده !
مالت زينا ناحيته قليلا صائحه ب ڠضب 
_ دلوقت مش مستحمل لم كل حاجه بانت و ظهرت بقيت مش مستحمل عارف يا عاصم بيه أنا تفوق أختي و أخدها و نختفي من العالم خالص بسببك !
خرج أحد الممرضين غاضبا و هو يقول بتحذير
_ ماينفعش كده يا جماعه أنتوا في مستشفي مش في سوق الصوت العالي ممنوع !
في هذه اللحظه أرتخي جسد عاصم تماما و فقد الوعي و أسرع أدهم و جمال ناحيته لأيفاقه و كذلك أجتمع كم من الممرضين و الأطباء ليعرفوا ماذا صار معه و أخذوه سريعا إلي غرفة الفحص بينما كانت زينا تستند بكتفها و رأسها على الحائط و تركت لجام عبراتها و هي تشاهد ما يحدث أمامها لعاصم دون أن تهتز لها شعره أو يغمض لها جفن !
ب اليوم التالي 
علم معتز بم صار لنور و أسرع إلي المشفي المتواجدون بها بينما حجز كلا من جاسر و نور

ب العنايه المركزه أما عن عاصم فقد أستعاد وعيه و لكنه ظل صامتا فقط العبرات تنهمر على وجهه 
دخل أدهم إلي الغرفه المتواجد بها عاصم و جلس على مقعد بجانبه قائلا ب هدوء 
_ الحمد لله حالة نور أستقرت و الدكتور قال إنها هتفوق النهارده إن شاء الله أما جاسر ربنا يقومه ب السلامه الدكتور قال حالته خطيره لأنه هو اللى خد الخبطه كلها و هو بيحمي نور 
أغمض عاصم عينيه ب آسي لتنساب العبرات ب غزاره على وجهه و هو يطلق تنهيدات مريره 
و لأول مره أشفق أدهم على حال عمه ف هذه هى المره الأولى التي يري فيها هذا الجبل ذو الجبروت و القوه و السلطه يبكي متحسرا على ما أصابه فهز رأسه بيأس وهم ليقف حتى أسرع عاصم ب أمساك يده و نظر إليه برجاء من بين عبراته 
جلس أدهم مرة أخري و أمسك ب كف عاصم بين يديه و هو ينظر إليه متآملا حاله و العبرات تملأ عينيه و لكنه يقاوم سقوطها 
أخذ عاصم نفسا طويلا و زفره ب هدوء قبل أن ينطق ب 
_ سام سامحني يا أدهأهم 
حرك أدهم رأسه إلي أعلى و أسفل و هو يحاول رسم البسمة على ثغره و تحدث ب هدوء قائلا 
_ أنا مش زعلان منك يا عمى المهم بناتك !
بكي عاصم ب حسره و هو يطلق شهقات قائلا ب مراره 
_ أن أنا خسړت عي عيالى ك كلهم يا أدهم خسرتهم نهله ماټت على أيدي و نور و زينا عم عمرهم ما هيسامحوني و ج جاسر الله و أعلم هي هيعيش و لا لأ و ده ده كله بسببي أنا اااااه 
لم يستطع أدهم أن يحبس عبراته أكثر من هذا ف تركها لتملأ وجهه قائلأ ب ضعف 
_ هيعيش هيعيش إن شاء الله و نور و زينا هيسامحوك إن شاء الله دول أطيب مما تتخيل و عمر ما قلبهم قسي على حد و نهله بقي ربنا أرحم بيها !
ظل عاصم يطلق أنينا مصحوبا ب بكاءه و وقف أدهم تاركا أياه يبكي حسرة على ما أقترفه ليس في حق أبناءه فقط و لا حق عائلته فقط بل في حق أناس كثيرون !
قضي كلا من عمر و مها الليله كامله ب كافيتريا المشفي بعيدا عن عاصم حتى لا يشتبكوا مع و كانوا يطمئنوا على حالة نور من حين لأخر و لكنهم لم يعرفوا حقيقة نسب نور 
حدق عمر ب مها التى كانت ملامحها ذابله تماما من كثرة البكاء و عيناها منتفخه ف هو يعلم مقدار حبها لنور و ما حدث لرفيقة حياتها أمام عيناها ليس ب الأمر الهين ف تحدث ب هدوء 
_ مها مها يا حبيبتى أنت لازم ترجعى البيت تغيري هدومك الڠرقانه ډم دي و تاخدي شور و ترتاحي شويه 
نظرت إليه هي ب ذهول قائله 
_ أستريح !
ثم تابعت ب بكاء 
_ أنا لا يمكن أستريح و نور بالشكل ده آآآه يا نور آآآآه ياريتنى كنت أنا يا حبيبتي ياريتي أنا 
أشفق عمر على حالها كثيرا و وقف و أتجه ناحيتها و أسندها لتقف لأن قوتها قد باتت مڼهاره قائلا ب أصرار 
_ أنت لازم تروحي دلوقت على الأقل تغيري هدومك و نيجي على طول ياستى 
أنصاعت مها لكلام عمر و لكنها تحركت معه جسد بلا روح 
ب القاهره 
وصلت الشرطه إلي قصر الشناوي و ظلوا يطرقوا الباب پعنف حتي فتحت أحدي الخادمات الباب و فزعت بمجرد أن رأت الشرطه أمامها 
صاح مروان ب الخادمه قائلا 
_ فين عاصم الشناوي !
وضعت الخادمه كفيها على فمها قائله ب نبرة مهتزه 
_ م مش م موج موجود !
أشار مروان للعساكر التى مه قائلا ب صياح
_ فتشوا البيت يلا !
أنصاع العساكر لأوامر مروان و شرعوا ب تفتيش القصر و أثناء ذلك نزلت صفاء جامدة الملامح خالية الروح و وقفت قبالة مروان قائله ب جمود 
_ عاصم في الفيوم 
عقد مروان حاجبيه متسائلا و هو ينظر إليها
_ أنت تبقي مين و هو بيعمل أيه هناك !
أغمضت صفاء عيناها ب آسي و العبرات تنهمر على وجهها قائله ب ضعف 
_ أن أنا أبق أبقي مراته و هو راح الفيوم علش علشان يخلص علي ابني الوحيد اللي باقيلي !
شعر مروان بريبه وراء حديث تلك المرأه ف تابع ب 
_ أنا مش فاهم حاجه من كلامك ممكن توضحي لو سمحتى
_ عاصم قتل بنتى قدام عينى و لم جاسر خالف أوامره و مشي علشان يتجوز البنت اللى بيحبها راح وراه علشان ېقتله اااه يا ولادي ااااه نهايتكوا هتبقي على أيد أبوكوا آآآه 
و أنهارت صفاء باكيه و تطلق صړاخا و عويلا و جلست أرضا و

أقتربت منها الخادمه لتساعدها
عقد مروان حاجبيه ب ضيق و هو يشفق على تلك السيده كثيرا ثم أشار للعساكر قائلا قبل أن يتوجه للخارج 
_ يلا لازم نروح حالا على الفيوم عاصم لازم يتقبض عليه النهارده !
و أسرع العساكر للخارج خلفه و ركبوا سيارات الشرطه و أنطلقوا بها ليتموا مهمتهم 
بالمشفي في الفيوم 
خرج عاصم من الغرفه التي كان بها و أتجه ناحية العنايه ليجد زينا جالسه على أحد المقاعد البلاستيكيه ب الخارج برفقة رجل لا يعلم هويته و لكنه لم يشأ أن يسأل عنه فهو لا يزال يشعر ب الخزي تجاه بناته فقط أقترب من الجدار الزجاجي و رفع كفيه مستندا عليه ليري نور ساكنه على الفراش و متصل بجسدها عدة أجهزه طبيه ف أغمض عيناه ب آسي و هو ينظر إليها 
كانت زينا تتابعه ب نظراته و العبرات تنساب علي وجهها ف لاحظ معتز هذا و رفع ذراعه ليحاوط كتفها قائلا ب هدوء 
_ ماتخفيش يا زينا كل حاجة هتبقي كويسه إن شاء الله يا حبيبي 
حركت زينا رأسها ب هدوء و مالت على صدر معتز لتستند عليه 
تحرك عاصم قليلا متجها ناحية الغرفه المحتجز بها جاسر و عندما رآه ب وضعيته هذه صدم فقد كانت الأصابات واضحه جدا ب جسده و رأسه المحاط ب شاش طبي و أسلاك التنفس المتصله ب فمه و أنفه 
أصبح عاصم ك الأصم لا يسمع سوي الصمت فقط يبكي ب حرقه على ما آلت إليه حياته و كان هو السبب 
كان أدهم يقف مستندا ب ظهره على الجدار عاقد ذراعيه أمام صدره كان يظن نفسه إنه سيكون سعيدا عندما يرى عمه ينكسر و لكن ليس عن طريق أبناءه ف كاد قلبه ېتمزق حسرة على جاسر رفيق حياته رغم الأختلاف الكبير بينهم و كذلك على من عشقها و لم تشأ الأقدار أن تجمعهم حتى الآن و حالت الظروف بينهم حتى يصلوا إلى هذا 
وقفت زينا و توجهت ناحية أدهم عندما لمحته يبكى و وضعت كفها على ذراعه قائله ب هدوء 
_ إن شاء الله كل حاجه هتتصلح يا أهم 
وقف معتز بجانبها و هو ينظر
تم نسخ الرابط