بقلم اسراء ابرهيم

موقع أيام نيوز

المتواجدين 
نظرت زينا ل معتز و وضعت يدها علي يديه قائله ب أبتسامه 
_ فكره حلوه أوي و لا أيه رأيك يا معتز !
_ روحي أنت يا حبيبتى أنا عندي شغل كتير و كمان مش هقدر أسيب المستشفي
قالها معتز بلا مبالاه و هو يضع بعض الطعام في فمه 
نظرت زينا ل معتز ب ڠضب و وقفت فجأه و ضړبت علي الطاوله ب قوه هاتفه 
_ يوووووه شغل شغل شغل و أنا فين من ده كله من ساعة ما أتجوزنا و أنت الشغل أهم حاجه في حياتك !
سقطت العبرات من مقلتي زينا و ركضت لأعلي
تبادل كلا من الحاج علي و نور النظرات بينما حاول معتز اللحاق بها و لكن أوقفه الحاج علي الذي أشار لنور لتلحق ب أختها 
بينما جلس كلا من الحاج علي و معتز ب الصالون
_ يعني يرضيك يا عمي أسلوب زينا ده !
قالها معتز ب ڠضب 
_ لا طبعا ما يرضنيش و لا حالك أنت مع مراتك ده يرضيني يابني فسح مراتك و خرجها حسسها بوجودك زينا بتحبك أوى 
تنهد معتز قائلا ب هدوء 
_ عارف إنها بتحبني و مستحملاني و أنا كمان بحبها و مقدرش أستغني عنها بس هي عارفه ظروف شغلي كده 
وضع الحاج علي يده علي كتف معتز قائلا ب حكمه 
_ و برضو يابني زوجتك ليها حق عليك زى شغلك بالظبط 
_ حاضر حاضر يا عمي 
قالها معتز ب إبتسامه 
_ معتز أنت في مكانة ابني أوعدني لو حصلي حاجه تخلي بالك من زينا و من نور و أوعي تعرف نور بأي حاجه غير لما تيجي تتجوز 
_ ربنا يديك طولة العمر يا حج بس هي نور لسه ماتعرفش لحد دلوقتي !
_ لا أنا عرفت زينا لما جات تتجوزك و كمان عرفتك قبل ما تتجوزها زينا معاها سلسلتها و سلسلة نور أنا قولتلها ماتدهلهاش غير لما تيجي تتجوز في حالة إن جرالي حاجه 
_ ربنا يديك طولة العمر يا عمي ويخليك لينا أنا هطلع بقي أصالح مراتي 
أبتسم الحاج علي قائلا ب هدوء 
_ روح يابني ربنا يهدي سركم و يرزقكم بالذريه الصالحه 
بالأعلي 
ظلت زينا تبكي و حاولت نور أن تهدئها 
_ أهدى يا زينا مش كده يا حبيبتى خلاص 
قالتها نور و هي زينا و تمسح علي ظهرها 
_
مش كفاية إني مستحملاه و هو حارمني اني أكون أم !
_ متقوليش كده يا زينا حرام عليك ده ب أيد ربنا 
_ ما هو لو بيحبني كان راح و أتعالج !
_ خلاص يا زينا أهدى طيب 
قطع كلامهم طرقات علي الباب ثم فتح و دخل معتز للداخل 
_ أنا أسف يا زينا يا حبيبتى أوعدك إننا هنسافر ياستى يلا بينا بقي علشان اتأخرنا 
_ لا أنا مش همشي يا معتز 
أغمض معتز عينيه و هو يحاول أن يكبح غضبه قائلا ب هدوء مزيف يشوبه الڠضب 
_ طيب أنت عايزه أيه دلوقت يا زينا !
وقفت زينا و كفكفت عبراتها ب يديها قائله ب ڠضب 
_ عايزاك تطلقني يا معتز 
وقفت زينا و كفكفت عبراتها بيدها قائله ب ڠضب 
_ طلقني يا معتز !
صدم معتز و نور مما قالته زينا 
نظر هو إليها ب ڠضب قائلا و هو يحاول أن يصطنع البرود 
_ أنا مش هحاسبك علي كلامك يا زينا لأن باين إن أعصابك تعبانه و من رأيي إنك تفضلي هنا كام يوم علشان أعصابك تهدي سلام 
خرج معتز من الغرفه و أغلق الباب خلفه ب عڼف 
ألتفتت نور إلي

شقيقتها و تطلعت إليها ب شفقه قائله ب عدم رضا عن قرارها 
_ ملكيش حق يا زينا معتز بيحبك و كلنا عارفين كده 
ألقت زينا بجسدها علي الفراش و دفنت وجهها ب الوساده قائله ب بكاء مكتوم 
_ و أنا مين يحس بيا يا نور معتز خلاص شالني من قموسه بصي لو سمحتي يا نور أنا عايزه أفضل لوحدي شويه 
وقفت نور و نظرت إلي شقيقتها ب حزن شديد قائله قبل أن تتجه للخارج 
_ طيب يا حبيبتي 
ثم خرجت من الغرفه و أغلقت الباب خلفها تاركه شقيقتها تبكي حسرة !
توجهت إلي غرفتها و أغلقت الباب خلفها و ألقت بجسدها علي الفراش و ظلت تفكر و تبتسم محدثه نفسها 
_ يا تري فينك يا مچنون دلوقت مش عارفه ليه حاسه إن وراك سر و سر كبير كمان ما أصلك ماقولتش على نفسك إنسان وحش كده من الفراغ لازم أعرف السر ده يا معقد ماشي يا أدهم أكيد هشوفك تاني !
فاقت نور من شرودها و أنتصبت جالسه علي الفراش و وضعت يدها على رأسها قائله و جحظت عيناها و هى تهتف ب صډمه 
_ أنا مالي كده بتفكري فيه ليه يا غبيه لا لا لا يا نور فوقي لنفسك كده النظام ده ماينفعش أنا أتحسدت أيوه أتحسدت 
ثم وضعت يديها على قدميها و تربعت على الفراش و ظلت تتلفت حولها و هي عاقده حاجبيها قائله 
_ بس الصراحه الواد حلو و حاجه غريبه كده يووووه أنا ليه بيحصلي كده و عماله أفكر 
ثم ضړبت على رأسها قائله 
_ لا فوقي يا نور و صحصحي كده ماتنسيش هو كان ناوي على أذيه 
ثم أمسكت خصلات شعرها المموج بعصبيه و نفخت في ضيق صاړخه 
_ اووووف بس بقي 
ظلت نور علي هذه الحاله الصراعيه الداخليه طوال الليل 
الساعه الثالثه صباحا 
أوقف جاسر السياره أمام فيلا الحاج علي
و من ثم نظر إلي أدهم الجالس ب جانبه قائلا ب جديه و هو يرتدي قفازين بيديه و يتناول بعض المعدات من المقعد الخلفي 
_ أنزل يلا وصلنا خلينا نخلص المهمه دي بسرعه !
ظل أدهم يوزع نظراته على المكان حوله ب عدم تصديق ثم نظر إلي جاسر ب عدم فهم متسآلا 
_ وصلنا فين أنت وقفت هنا ليه بالظبط !
نظر جاسر إلى أدهم في سخريه 
_ سلامة الذاكره ياابن عمي ما هو ده العنوان اللي معاك في الورقه ده بيت المقاول 
_ و المقاول ده أسمه أيه !
_ هتفرق معاك أوي اسمه علي عبد المجيد ياسيدي !
قالها جاسر و هو يضرب كفا بكف 
صدم أدهم فور سماع الاسم قائلا في نفسه
_ مش ممكن أنا لا يمكن أعمل كده و آذي الراجل اللي ساعدني و قعدني في بيته لا يمكن !
أستيقظ أدهم من شروده على جملة جاسر 
_هتفضل متنح كده كتير أنجز ورانا شغل !
كاد جاسر أن ينزل من السياره حتي أوقفته جملة أدهم 
_ أنامش هعمل كده !
نزل جاسر من السياره سريعا و ألتف للجهه الآخري من السياره و فتح الباب ب عڼف و جذب أدهم خارجها ب قوه من ياقته و نهره 
_ أنت عبيط و لا بتستعبط يا أدهم جاي تتوب هنا و في الوقت ده !
أزاح أدهم جاسر بعيدا عنه قائلا ب ڠضب 
_ أنا قولت مش هعمل كده عبيط و لا مچنون بقي دي حاجه تخصني و أنا عمري ما هأذي الراجل اللي بسببه كان زماني مېت سلام يا ابن عمي !
لم ينتظر أدهم رد جاسر علي قراره و رحل
نظر جاسر إلي ناحية أدهم بعد أن رحل و بصق قائلا ب سخريه 
_ في ستين داهيه واحد غبي و جبان !
أستطاع جاسر أن يتسلق سور الفيلا في خفه بعد أن تأكد من أرتدائه للقفزان و قناع علي وجهه 
و وصل إلي المكتب و عثر علي مكان الخزانه ثم أخرج أداه صغيره و ظل يعبث بها في باب الخزنه حتي أستطاع أن يفتحها ب مهاره !
خرجت نور من غرفتها متوجهه إلي أسفل حيث المطبخ لتناول كوبا من الماء و عندما وصلت للأسفل و جدت الحاج علي 
_ خير يا بابا يعني صاحي دلوقتي !
أبتسم الحاج علي وضحك ب هدوء ثم وضع يده علي كتفها قائلا 
_ أنا صاحي يابنتي علشا صلاة الفجر أنت بقي أيه اللي مصحيكي دلوقت !
توترت نور و فركت كلتا يديها معا قائله
_ أبدا قلقت من التفكير و نزلت أشرب عن آذن حضرتك يا بابا و حرما مقدما 
قالت نور جملتها الأخيره ب أبتسامه و هي متوجهه ناحية المطبخ 
أتخذ الحاج علي و فرش سجادة الصلاه و شرع في أقامة صلاته 
ظل جاسر يعبث ب محتويات الخزنة حتي وصل إلي

مبتغاه 
ثم جذب ذلك الملف خارج الخزانه و لكنه لم ينتبه إلي تلك الورقه التي سقطت أرضا 
و ما كاد أن يخرج من غرفة المكتب حتي سمع صوتا ب الصاله ف تراجع في حذر و نظر من خلف الباب ب خفيه حتي وقع بصره علي ذلك العجوز واقفا يؤدي فريضة الصلاه موليا أياه ظهره 
ما كان عليه إلا تقدم في خطوات بطيئه و حذره ممسكا بيده عصا خشبيه ثقيله حتي أقترب من الحاج علي ف رفع عصاه لأعلي و بكل قوه أنزلها على رأس ذلك العجوز
الذي سقط أرضا ليترطم جسده ب الأرضيه الرخاميه و يحدث ضجيجا عاليا !
فجاءه خرجت نور من المطبخ علي صوت الأرتطام و ما أن رأت ذلك المچرم واقف ممسكا ب عصاه و الحاج علي ملقي علي الأرض حتي سقط الكوب الزجاجي من يدها علي الأرض و تهشم و شهقت هي عاليا ب صرخه مدويه واضعه يدها علي فمها !
ظل أدهم يسير بلا هدايه ب شوارع الفيوم حتي أذن الفجر فدخل المسجد و أدي صلاته و ظل يبكي و يتضرع إلي الله يطلب منه الهدايه ثم ذهب 
ظل يكمل سيره حتى وجد نفسه أمام عقار قديم في أحد الحارات ف تنهد براحه و توجه للداخل 
صعد أدهم ذلك السلم القديم الممتلئه درجاته ب الاتربه حتي وصل للطابق الثالث ف رفع يده و طرق علي الباب عدة طرقات خفيفه 
فتح الشباك المتواجد ب الباب لتطل منه امرأه و ما أن رأت أدهم حتي أغلقت الشباك سريعا و فتحت الباب ليتوجه أدهم داخل الشقه 
ما أن دخل هو حتي تلك المرأه ب قوه و زرفت العبرات من عيناها هاتفه ب شوق 
_ وحشتني أوي يا أدهم لسه فاكر تيجيلي دلوقت !
ما أن دخل أدهم حتي تلك المرأه بقوه و زرفت العبرات من عيناها هاتفه 
_ وحشتني أوي يا أدهم لسه فاكر تجيلي دلوقت !
أحتضن أدهم تلك المرأه ب قوه حتي سقطت عبراته التي شعرت بها هي قائلا ب صوت مكتوم 
_ و أنتي كمان وحشتيني أوي يا خالتي أنا تعبان أوي يا خالتي 
عفاف هى خالة أدهم و هي سيده في أوائل عقدها الخامس ممتلئة الجسد نسبيا ترتدي عباءه و حجاب يظهر مقدمة رأسها منه حيث تظهر بعض خصلات شعرها الأسود المختلطه بالبيضاء و قد تركه الزمن لها 
و هي تسكن ب الفيوم مع ابنها الوحيد
تم نسخ الرابط