مر الإهمال بقلم ناهد خالد
المحتويات
يأخذ أجازه منذ أجازه زواجهم ! ماذا حدث ليأخذ أجازه يومان أيضا!
لي أنت تعبان
قالتها بقلق وهي تطالعه منتظره الإجابه لم تختفي ابتسامته وهو يجيبها
لا يابيبي مش تعبان بس مراتي حبيبتي وحشتني ومش عارف أتلم عليها حتي لما برجع بتكون نمتي قلت أخد أجازه ونقضي اليومين دول كلهم سوا
لأ مينفعش قصدي مفيش داعي
ردت ببرود أجادته
لا خالص براحتك
قالتها واستطاعت تخليص نفسها منه اتجهت لغرفة نومهما وأغلقت الباب تاركه إياه خلفها يزفر بيأس فلم يستطع إبقائها معه عزم علي تناول الإفطار والمحاوله معها مره أخري
بالداخل
الو ايوه يا طنط
تحدثت في الهاتف بهمس وهي تراقب الباب
يزن بيقولي واخد أجازه وناوي يقعد معايا وده مش هينفع خالص كده الخطه هتبوظ هتجاهله ازاي وهو في وشي طول اليوم!
طيب يا حبيبتي أنا هتصرف متشغليش بالك
أغلقت الهاتف معها وجلست تفكر كيف ستتصرف والدة زوجها!
بالخارج
دق هاتفه فوجدها والدته
صباح الخير ياست الكل
كان صوتها خاڤت يفي بوجود شئ ما بها
آه ياماما في حاجه
قالها بقلق منتظر ردها
تعبانه شويه خليها تنزلي
انتفض واقفا وهو يردد
حاضر احنا نازلين اهو
دلف للغرفه فوجدها جالسه فوق الفراش قال بسرعه وملامحه قلقه
أمنيه ماما تعبانه تعالي ننزل نشوفها
انتفضت للحظه متناسيه أمر اتفاقهما ولكنها هدأت بعدها حينما أدركت خدعة سلوي
قضوا نصف اليوم عندها فاستطاعت أمنيه أن تكمل ما تفعله دون أي فشل وبآخر النهار وجدوا دينا تدخل عليهم بحجة الاطمئنان علي سلوي
ألف سلامه عليك يا طنط
كانت تهتف بها وعيونها ليست عليها من الأساس بل موجهه له وحده يزن
اشټعل الغيظ ب سلوي فهتفت بضيق
الله يسلمك يا حبيبتي أنا هنا ياماما سلامة نظرك
آه آه ياطنط شايفاك بس أصل بقالي كتير مشوفتش يزن فكنت هسلم عليه ازيك يايزن
وقف فجأه بدهشه أثارة استغراب الجميع وقال بملامح مجعده
كويس ماما أنا هطلع شويه وهبقي انزلك وأمنيه معاك عشان لو احتجتي حاجه
ابتسمت سلوي بسعاده رغم جهلها لسبب ما يحدث وقالت
ماشي ياحبيبي اطلع
يزن أنا ملحقتش اقعد معاك ده أنا بقالي كتير مشوفتكش
كل هذا تحت أنظار سلوي وأمنيه اللتان يتابعان ما يحدث باشتياط وأمنيه التي اشاحت بوجهها للجانب لاتريد ۏجع آخر يضاف لۏجعها
البارت 6
شيلي ايدك لأكسرهالك
قالها يزن بهمس وهو يجز علي أسنانه پغضب لكنها لم تزيل يدها بل قالت بكل وقاحه وبصوت عال
مش هسيبك غير لما تقعد معايا شويه وحشتني بقالي كتير مشوفتكش ومقعدتش معاك
قالت جملتها الأخيره وهي تنظر لأمنيه بجانب عينيها لتراها تقف من مكانها قائله ل سلوي
طنط هطلع أشوف الغساله لاني كنت مشغلاها وهبقي أنزلك
بصعوبه بالغه استطاعت أن تنطق بهذه الكلمات الهاربه كعادتها دوما كانت هناك مراجل نيران مشتعله بقلبها وربما أصبحت سخونتها تطول جميع أجزاء جسدها لن تتحمل بعد هكذا قررت لن تستطيع أن تتحمل علاقتهما المستفزه والموجعه لها لن تصبر أكثر فقد أعطت ما يكفي في هذه العلاقه ألن يأتي يوم وتأخذ !
اتجهت للخروج دون أن تنظر لهما مرت من جانب زوجها بحكم وقوفهما بالقرب من باب الشقه توقفت حينما شعرت بيد تقبض علي يدها الټفت تنظر لتلك اليد فلم يكن غير يزن الذي هتف
استني يا بيبي هتطلعي كده عادي وتسيبي واحده قافشه في جوزك !
اتسعت عيناها بدهشه لحديثه ولم تعرف بما تجيب لكنها تشعر بوجود خطب ما خطأ
أنزلت دينا يدها وهي تنظر له بضيق بدأ يتملك منها وقالت
أي واحده دي يايزن
رفع حاجبه ببرود وقال
هو أنت واحد
لم ترد بل نظرت له بغيظ أكبر أكمل حديثه قائلا
نورت يا دينا بس زي ما أنت شايفه ماما تعبانه وأنا ومراتي طالعين
اشتعلت عيناها من الڠضب وهي تقول
أنت بتطردني يا يزن
نظر لأمنيه متسائلا ببرود
هو أنا طردها يا بيبي
نقلت أنظارها بينهما وأخيرا انحلت عقدت لسانها لتتسائل بفضول
هو في اي يا يزن
ردت دينا سريعا قائله
ماشي يايزن أنا همشي
خرجت بعدها متجهه لشقتها وهتف يزن لهم
هطلع اصلي ونازل
صعد هو الآخر تاركا سلوي و أمنيه معا
هو في اي يا طنط
قالتها أمنيه بتساؤل حائر فما يحدث لا يجد له عقلها تفسير
ردت سلوي بغيظ وهي تنظر لها
في أنك موكوسه وخايبه ياروح طنط
أشارت لنفسها بذهول وقالت
أنا
ردت سلوي بسخريه وهي تلوي فمها
لا ياختي أنا مستنيه أي يا خايبه مستنيه لما تاخد جوزك وتدخل شقتها ! يابت اي الهطل الي أنت فيه ده شايفها قافشه في جوزك وسايبهم وطالعه وقال اي الغساله ! هتشليني يابنتي !
فركت يدها بتوتر وهي تقول
كنت هعمل اي
اتحرك ياختي قوليله تعالي عاوزاك قوليلها نزلي ايدك من علي جوزي اعملي اي حاجه وده حقك شوفتي مين الي بياخد حقك ويدهولها
قصدك أنا أكيد لأ يعني
لو مكنش يزن اتصرف كنت سبتيهم وطلعتي وقعدتي تهري في نفسك وسايباهم قاعدين هنا سوا يتكلموا ويضحكوا وأنت عبيطه بدل حتي ما تقعدي علي نفسهم قال بتفضيلهم الجو !
أنا كنت طالعه الم هدومي وامشي عشان خلاص جبت أخري
يافرحتي بيك يا مرات ابني
قالتها سلوي بطريقه أشبه للعويل أهذا ما توصلت له ! ستترك لها الجمل بما حمل ! ماهذا الاستسلام المخذي ! لن تستطيع الحفاظ علي حياتها كلما قررت أن الانسحاب هو الحل الأمثل !
هتفت سلوي بعدم رضا
يابنتي كده مينفعش جوزك زي ما مطلوب منه يصد أي واحده تتجاوز حدودها معاه أنت برضو لازم تعرفي ازاي تدافعي عن جوزك متستنيش لحد ما واحده تاخده منك وأنت واقفه ساكته ده حتي عيب في حقك لازم تتعودي تدافعي عن بيتك وعن حقك بلاش استسلامك المستفز ده
تنهدت بهدوء وقالت
حاضر هحاول
أشاحت بيدها وهي تلوي فمها بامتعاض قائله
لسه هتحاول هتكون البت خدته منك
جعدت أمنيه ملامحها بضيق وهي تستمع لحديثها وبدأ القلق يغزوها حيال الامر
بقلم ناهد خالد
صعدت لشقتها فوجدت يزن قد انتهي من صلاته تسائل ما أن رآها
اي الي طلعك يا بيبي
زمت شفتيها وهي تقول
مفيش طنط هتنام
ابتسامه عابثه زينت ثغره وهو يقول
كويس عشان نقعد مع بعض بقي
لم تضع حسبانا لهذا لكن لا بأس ستسأل سؤالها ومن بعدها ستعرف كيف تهرب منه جيدا
اقتربت حتي جلست فوق الأريكه فاتبعها يجلس جوارها وكأنه طفل يتبع والدته نظرت له بجانب عيناها فوجدته ينظر لها أشاحت بنظرها وصمتت استمعت له يسألها بنبره تخللها الحنان
عاوزه تسألي في اي
نظرت له بتفاجئ مابه هذه الفتره قد عاد يعرفها من نظرة عيناها وحركاتها رغم تجاهلها الدائم له لم يشتك ولم يقلل من اهتمامه العائد بعد غياب!
تذكرت ذات مره منذ زمن قريب ربما أسبوع حينما جلس معها أثناء الإفطار بعدما أصر علي أن تشاركه إياه كان يتحدث عن مشكله ما بينه وبين صديقه ورغم استماعها الجيد لما يقول إلا أنها استطاعت أن تبين له عدم انتباهها لأي مما قاله حينما هاتفها فجأه متسائلا
بيبي أنت معايا أمنيه!
ها
قالتها وهي تنظر له وكأنه انتشلها من شرودها وأكملت
معلش مخدتش بالي كنت بتقول حاجه
رأت الامتعاض يظهر جليا علي وجهه رغم ابتسامته ونبرته الهادئه التي قال بها
لا يابيبي ولا يهمك قوليلي سرحانه في اي
وفي مره آخري حين تعمدت طهي أكله لا يحبها مطلقا وتصنعت النسيان
اي ده يا أمنيه عدس ! أنت عارفه أني مش بحبه
قالها بضيق وهو ينظر للطعام والأدهي قد كان يوم تجمعهم يوم الخميس حينها ردت سلوي
معلش يايزن أصل أنا الي طلبته قولت حلو في البرد ده
وأتاه ردها تاليا
سوري يايزن نسيت أنك مش بتاكله تحب اعملك حاجه تانيه ولا مش مهم
وكأنها لا تسأله وكأنها تقول له لا مهم ! ابتلع امتعاضه وضيقه حينها وقال بهدوء
لا ياحبيبي كلي أنت أنا هطلع أخد شاور عن اذنكوا
تتذكر يومها بعدما تركهم وقام عادل ليرد علي هاتفه كانت كمن يجلس علي جمر حام قامت فجأه لتصعد خلفه لولا يد سلوي التي مسكت بها لتحول دون ذلك نظرت لها بتساؤل لتجدها ترفع حاجبها وهي تسألها
رايحه فين
نظرت لها بملامح غير مرتاحه وهي تقول
صعبان عليا يا طنط أنت عارفه أنه مبيكلش النهارده من وقت ما بيفطر عشان يعرف ياكل معانا بعدين احنا مقولناش هندخل الاكل في خطتنا
نظرت لها سلوي بدهشه وقالت
هو أنا يابنتي الي قولتلك تعملي
كده مش أنت الي عملتي ده وأنا مشيت علي عملتك !
زفرت پاختناق وقالت
مانا ندمت بصراحه مكنش المفروض اعمل كده
آتاها صوت سلوي الحاد
وعملت يبقي تترزعي وتكملي الي عملتيه أنت مش عيله صغيره عشان تعملي حاجه وترجعي تقولي مكنش قصدي ثم لو هو جعان يقدر يطلب دليفري
وللحق لم تستطع سلوي أن تقسي قلبها علي ابنها فبعثت له بأخيه الذي تحجج أنه الآخر لم يستطع أن يأكل وطلب وجبه سريعه له ولأخيه وهذا ما جعل أمنيه تهدأ وتتخلص من تأنيب ضميرها لها
والكثير من
المواقف المماثله حدثت منذ عودتها وجميعها يقابلها يزن بهدوء تام بل وأيضا عاد اهتمامه الحقيقي ليغزو حياتهما رغم الأسلوب الذي تتعامل به
استفاقت علي يد تلعب بخصلاتها نظرت له ويده تتلاعب بشعرها بعاده قديمه كان يحبها ولم تكن هي أقل منه حبا لها التقت أعينهما للحظات تتسائل لما وصلنا لهنا لما أصبح بيننا هذا الحاجز المقيت ثوان وتحولت النظرات لأشتياق وعتاب
قطع هذا التواصل ۏجع رهيب كاد يفتك ببطنها فصړخت فجأه حتي أفزعت هذا التائه في مشاعره
نظر لها پصدمه وهو يراها تتمسك ببطنها پألم شديد حتي أحمر وجهها انتفض يقترب منها يسألها ما بها والقلق يضرب جسده ركض سريعا للأسفل يجلب والدته بعدما فشل فشلا ذريعا في التصرف معها عاد لها بعد ثوان فوجدها أهدأ قليلا
ركض لها وهو يهتف بفزع
أمنيه أنت كويسه فيك اي
تابعته سلوي وهي قد ظنت أنها أحد الاعيبها للأبتعاد عنه فقالت بهدوء
تلاقيه دور برد ولا حاجه هاخدها الاوضه ترتاح وهتبقي كويسه
نظرت لها أمنيه تهتف بجزع وهي تفهم ما قد توصل إليه عقل سلوي من تفكير
لأ لأ ياطنط أنا مش كويسه بطني بتتقطع
حينها أدركت سلوي أنها لا تتلاعب فيبدو أن الأمر حقيقي صړخة فزع خرجت منها
تبعها صړخة سلوي الملتاعه تبعها سقوط أمنيه في دوامه سوداء ابتلعتها برحابه كل هذا لم يستغرق ثانيه واحده ! وجسده كمن خشب محله فقط عيناه تكاد تخرج من مقلتيها وقلبه
متابعة القراءة