وصمه ۏجع بقلم سهام عادل
المحتويات
هي عمتك حميدة بس اللي قاسېة الدنيا بحالها قاسېة واحنا خلاص اتعلمنا واستسلمنا لقساوتها وغصون ماهي عاشت خمس سنين مع الزفت سعد واستحملت نتانته وقرفه ومد إيده وذلته فيها وكانت راضية زعلانة ليه دلوقتى كويس إنها رجعت له حتى تلاقي أربع حيطان يستروها بدل ما تتمرمط هنا ولا هناك .
نظرت لها سدن بتعجب وردت عليها بحدة إنتي بتتكلمي بجد أنتي إزاي كده!!.. شايفة أنه الأحسن إنها ترجع لجوزها بدل ماتحطي إيدك ف إيدي ونقف لأبوكي وعمتك ونرجعها ولا نمنع أبوكي إن يجيب الهانم اللي اتجوزها البيت معانا
هزت رأسها بنفي كيف لها أن تفكر في نفسها في فقط كيف لها أن تتخلى عن تلك المسكينة وتتركها تحت براثن ذلك الۏحشي قلبها وعقلها يرفضان ذلك حتى
يطفئ سيجارته ويفرك جبينه من ذلك الصداع اللعېن الذي يفتك برأسه من مساء الأمس منذ أن عاد من المستشفى يشعر بالحرج من نفسه ومنها بعدما عرض عليها الزواج دون تفكير مسبق وهي الأخرى قابلته بالرفض والإهانة يتذكر وابل السباب الذي أطلقته بعدما طلب منها الزواج وهي تنظر إليه بحنق جواز إيه يامجنون أنت شوية الهبل اللي بتعملهم دول مش عليا أنا أنا مش هفرح واتعلق في رقبتك زي الأفلام وتقضي معايا يومين وتخلص بحجة الجواز هما خلاص بنات الناس لعبة في إيديكم للدرجة دي ثم نهضت وقالت بإشمئزاز عالم مريضة ثم
كل فترة على صبغه حتى تظل كما هي جميلة وقوية رغم أن قوتها الذي عهدها الجميع قد ضعفت منذ سنوات طويلة
عندما تركها زوجها وانفصل عنها وسافر خارج البلاد ولم يعد وترك لها أربعة أبناء أصغرهم يمني خمس سنوات ومنذ ذلك الحين وهي قد انكسر شىء بداخلها لم تصلحه كل هذه السنوات هي تعترف لنفسها أنها لم تكن تلك الأم المثالية في حياة أبنائها فقد انشغلت عنهم كثيرا
بالفعل نفذ ماطلبت واقترب من الشباك يفتحه سمعها يقول ممكن أفهم يا آسر انت ويمني مالكم امبارح من وقت مارجعتم وانتوا قاعدين في اوضكم وقافلين على نفسكم
تنهد والټفت لها يتصنع الإبتسامة وقال يمازحها قولي بس ياقمر إنك محتاجاني اقعد معاكي وأنا كنت جيت لك جري
رد عليها بهدوء افطري أنتي ياحبيبتي وأنا هستني يزيد ويزن عشان واعدهم اخرجهم بعد ماافك الجبس وهقضي اليوم معاهم بره
تنهدت بإستسلام والټفت تقول حاضر هفطر لوحدي زي ماأنا عشت عمري كله لوحدي
إنتبه لرنين هاتفه الذي يصدح في الغرفة فذهب ليري من المتصل فوجدها ياسمين أجابها صباح الخير يا سمسم
ردت عليه على الجانب الآخر صباح الخير ياآسرممكن تجيلي البيت فورا
شعر بالقلق عليها فأراد طمأنتها حالا ياحبيبتي بس طمنيني فيه حاجة
أجابته كل خير ياآسر بس محتاجاك معايا ف حاجة كدا
رد عليها بإطمئنان طب الحمد لله بس ممكن نص ساعة بس عشان مستني ولاد ياسر وأجيبهم معايا
ردت عليه لا ياحبيبي أنا كلمت ياسر لأني محتاجاه ضروري وهو هيجي عندي وهو الولاد تعالي أنت لأني محتاجة منك شوية حاجات تعملها
أجابها تمام مسافة السكة وهكون عندك
رفض النوم أن يزورها ساعات راحتها التي تنامها قبل أن
تذهب لعملها المسائي قسۏتها التي تعيشها لم تكتسبها سوي من مرارة الغدر والخذلان جعلوا
منها فتاة قاسېة لم تعد تبالي للحياة ولا تنتظر منها سعادة تيقنت أنها لن تفلح فيها سوي بهذه القسۏة وهذا الجحود متيقنة أن لا أحد يستحق التعاطف معه مهما كان وقاعدتها في الحياة أنك يجب أن تتعلم فنون القسۏة وتمتلك قلبا من حجر كي تعيش على هذا الكوكب وبالفعل اكتسبت ذلك لعدة سنوات ولم يلن ذلك القلب سوي مرتين يوم ۏفاة أمها شعرت حقا بالإنكسار وذلك الشرخ الذي لازم قلبها وهي تحاول جاهدة أن تخفيه وليلة أمس وهي تكسر ذلك الوسيم بكلماتها بعد أن طلبها للزواج لأنها على الرغم من عدم ثقتها في الجميع لكنها اليوم رأت في عينيه الرماديتين طفلا يغرق ويريد من ينقذه ويتشبث به ومرت الساعات ومهما حاولت تناسي ذلك تطاردها تلك العينين في كل مكان.
نهضت من فراشها تزفر يائسة من النوم اليوم وذهبت لتعد كوبا من الشاي فوجدت عمتها تجلس في الصالة تجلس في الصالة تتناول الطعام مع والدها فألقتهم عليهم التحية ببرود وذهبت إلى المطبخ عائدة بكوبا من الشاي في يدها استوقفتها عمتها ما تيجي ياسدرة عايزاكي في كلمتين
ردت عليها سدرة ببرود قولي ياعمتي معلش أصلهم استعجلوني عشان الشغل
قالت حميدة
بحماس أنا عارفة انك عاقلة عن اختك وعيها كده ونبهيها مرات أبوكي جاية من بكرة مش عاوزين مشاكل ولا حد يسمع لكم صوت
تنهدت سدرة ثم ردت عليها ببرود وإستهزاء لا ياعمتي متقلقيش خالص ولا أنت يابا تقلق خالص تشرف وتنور اهم حاجة عندنا تتبسطوا ولو عاوزين مننا نعلق لكم عقدين نور ع البيت نعلق وماله.. ثم رفعت حاجبها بإستنكار وأكملت ووالله لو كان لنا حتة تانية غير هنا كنت أخدت أختي ومشيت على ماتتبسط لك يومين يابا
رد عليها أبوها مستنكرا ذلك لا يابنتي أنا مستنغاش عنكم بس مش عايز مشاكل وهي بنت حلال وطيبة والله وهتحبوها
ابتسمت سدرة بتهكم ثم ردت لا.. متشلش همنا خالص وكفاية انت بس تحبها عن إذنكم
لغرفة أختها فهي بالفعل تحتاج لها الآن حتى لو بوجودها فقط معها في نفس المكان.
فتحت عليها باب الغرفة وجدتها مستغرقة في الرسم.. ترسم لوحة بالأبيض والأسود لفتاة ذو ملامح حزينة وعين واحدة تبكي وشعرها متطاير يخفى بقية وجهها ولكن الدموع أخذت حيزا كبيرا من اللوحة لتعبر عن مدى الحزن
والۏجع الذي تعيشه تلك فتاة اللوحة علمت سدرة أنها تعبر عن نفسها وحالتها في هذه الصورة وأنها تخفي بقية وجهها كما تخفيه سدن دائما ورغم أن سدرة ترى أن هذا التشوه الذي بوجه أختها ليس كبيرا ولم يأخذ حيزا كبيرا من وجهها ولم يمنع براءتها من تزيين ملامحها ولكن سدرة جعلته عائقا لها في الحياة.
اقتربت منها وهي تمسك كوب الشاي وقالت لها أنتي مبدعة ياسدن تحسي إني اللوحة هتتكلم
التفتت لها سدن التي تفاجأت بوجودها وقالت بس إيه الكرم ده.. واقفة في أوضتي بتمدحي كمان ف الرسم مش ده اللي دايما تقولي عليه شوية شخبطة وكلام فاضي ولا داخلة هربانة من عمتك حميدة
هزت رأسها بموافقة وقالت فعلا كنت شايفاه كده لحد ما وقفت دلوقتي وحسيت اللوحة دي.. عرفت إن عندك حق تحبي الرسم بس ده مينكرش إن مش أي حد يرسم وأنك بجد موهوبة وسيبك من عمتك دي وانسيها
ابتسمت لها سدن وردت أسعدتيني بجد ان الرسم عجبك.. الرسم ده حياتي
جلست سدرة على أحد الكراسي تنظر للغرفة التي نادرا مادققت النظر فيها وجدتها ممتلئة بكثير من اللوحات فقالت لسدن إنتي ليه مبتبعيش الرسومات دي وتعرضي أعمالك للبيع.. وطالما بتعملي حاجة بتحبيها ممكن تستغلي ده ويبقى مصدر رزق لك
ردت عليها سدن وهي تنهي بعض الرتوش على اللوحة بصراحة كثير عرضوا عليا الموضوع ده أو إن أنا ارسم صور لأشخاص وأبيعها بس بصراحة بحس إن كل لوحة هنا كأنها بنتي ليها ذكريات معايا
وحياة خاصة ومقدرش افرط فيها
ردت سدن وهي ترتشف من الكوب الذي تحمله نصيحة مني ياسدن بلاش تعيشي
بالعواطف لأنك هتخسري فكري في نفسك واقفي على رجلك كلها شهور وهتتخرجي اشغلي نفسك وكبري اسمك وأمسكي أي
فلوس متحوجكيش لحد
شردت سدن قليلا ثم قالت ماأنا كده هضطر أخرج وأقابل ناس أو اعمل ورشة واجهز فيها رسوماتي واعرضها وأنتي عارفة يعني إنه
قاطعتها سدرة بحدة عارفة إيه يابنتي اخرجي وواجهي العالم إنتي قمر وأحسن من ألف واحدة والعلامة اللي ف وشك مش مأثرة على جمالك أخرجي واشتغلي ودوسي ع الدنيا برجلك إحنا في دنيا مفيهاش مكان للضعيف
في نفس اللحظة شعرت سدرة باهتزاز هاتف سدن الصامت على الفراش فالتقطته وقالت الظاهر حد بيراسلك والتلفون صامت
ردت عليها سدن ببعض اليأس سيبيه عندك دي واحدة راسلتني شافت شغلي في جروب المواهب وعايزاني ارسم صورة لبنتها عندها ٨ سنين وأنا رفضت.. ومن وقتها وكل شوية تبعت رسايل مصممة على طلبها وأنا بصراحة معنديش استعداد أناهد مع حد
تركت سدرة الكوب الذي أنهته من يدها وقالت بعتاب أنتي غبية حد يضيع فرصة زي دي من إيده يابنتي اسمعي كلام واشتغلي وكوني نفسك مرات أبوكي جاية بكرة وبعد كده معدناش هنطول من أبوكي حاجة والله أعلم الزمن مخبي لنا إيه اسمعي الكلام واشتغلي وسيبك من أفكارك السودة دي
ترددت سدن وأجابتها يعني أنتي شايفة كده
ردت عليها سدرة بإصرار ومفيش غير كده
التفتت سدن والتقطت
هاتفها لتجيب على الرسائل ب تمام يا مدام تغريد أنا موافقة ابعتي صورة للطفلة وفي خلال أيام قليلة هتكون الرسمة
متابعة القراءة