روايه عدي

موقع أيام نيوز

وضعي بردو في البيت
خرج من حجرة الضيوف و هو يحمل قدح القهوة بيد و الأخرى بها لفافة التبغ خاصته 
جلس جوار أدهم الذي أشار له كي يجلس فوق الأريكة و قال
تعال يا حبيبي مكنش لازم تتفرد قدامهم و تقول إنك مسيطر دي أختي و أنا عارفها
جلس إبراهيم و قال بجدية مصطنعة
لا أنت فاهم غلط دا أنا لاقيتك غبت قلت ادخل اطمنك عليك مش أكتر
مد أدهم علبة لفاف التبغ و قال بإبتسامة واسعة
طب خد يا مسيطر قبل ما تدخل جوا
ابتسم له و قال
لو مكنتش تحلف
في مساء أحد الأيام
جلس إبراهيم يقرأ جريدته المسائية باهتمام 
بينما كان صغيره الذي تجاوز العام بأيام معدودة يجوب حوله وضع الجريدة على سطح المنضدة الزجاجية و قال
أنت بتفرك كتير كدا ليه و بتزن ليه و فين أمك !
حمله عن الأرض وجده يأكل التبغ المحتر ق الذي وضع في المنفضة اتسعت عيناه و قال من بين أسنانه 
كدا يا أنس كدا ! دا هالة هتربيني قبل ما تربيك من جديد تعال بسرعة اغسل لك وشك
ركض إبراهيم حاملا ابنه و هو يتجه نحو المرحاض بدأ ينظف وجهه بينما الصغير كان يرفرف بساقيه و يده تختر ق المياه و صوت 
ضحكاته يدوي المكان ظل يبحث عن منشفة 
ليجفف قطرات المياه المتناثرة على وجهه
ف لم يجد تركه علي الارض و اتجه نحو غرفة والدته نظر الصغير للمغطس فتح فاه بسعادة ثم قام بوضع الصحن البلاستيك وقف عليه ثم قفز داخل المغطس ظل يحرك جسده داخل المياه صرخات عالية دوت المكان هرع 
إبراهيم نحو المرحاض ليجد أخته تشير بيدها تجاه الصغير و قالت بعصبية
من اللي سابك تدخل الحمام!!
لوى إبراهيم فاه يمينا و يسارا قبل أن يتحدث پغضب مصطنع ليمرر الموقف 
ازاي سايبين الواد كدا لوحده ! لولا إن جيت ادور عليه كان راح فيها
هرع تجاه ابنه و حمله من المغطس كاد أن يخرج من المرحاض لكن سؤال أخته جعله يبتسم و هو يقول بكذب
ماهو أنا كنت بقرأ الجرنال وهو كان بيسحف جنبي على الأرض
اتسعت أعين هالة و قالت بصوت مرتفع قائلة
ازاي تسيبه ينزل على الأرض يا مهمل أنت !
تابعت بعصبية مفرطة
و طبعا فضل يمشي و يسند على الحيطة لحد ما دخل الحمام و فتح المياة
رد إبراهيم مدافعا عن نفسه قائلا
لا لا مش كدا دا هو كان بيأكل
الطفية بتاعت السجاير وك.....
يا نهارك أبيض و كمان قاعد بتشرب جنبه سجاير و هو بيأكلها !!
أردفت هالة عبارتها و هي تأخذ بن اخيها من بين أحضان والده الذي لا يعرف قيمة ما بين يده ظلت تمتم بكلمات لاذعة عن الإهمال و اللامبالاة التي يغرق فيها إبراهيم ما إن ولجت غرفتها اجلسته على الفرش الوثير و قالت بجدية مصطنعة و هي تضع سبابتها على ثغرها
ششش و لا كلمة يا منكاش أنت
وضع أنس سبابته تمام كما فعلت عمته و قام بتقليدها قائلا
ششش
ضحكت هالة على حركاته تلك استطاع تغيير حالتها المزاجية أنس يفعل ما يحلو له و بإبتسامة صغيرة منه يصالحها و ينتهي الأمر 
تسقط جميع حصونها و صرامتها عند أعتاب ابتسامته الجميلة جلست جوار و بدأ في تشغيل الحاسوب النقال له أتاها اتصال من أدهم ضغطت على زر الإجابة و قالت
و عليكم السلام الحمد لله بخير أنت إيه اخبارك صوت مين دا صوت أنس اه بقي احسن الحمد لله اه كنت مړعوپة من دور البرد بس الحمد لله عدا على خير يارب ماشي مع السلامة.
بعد مرور عدة أيام 
كان أمام باب شقة أخته يقف في انتظار أحدهم يفتح له لم يخبر أحد بعودته لمصر قرر أن يصنع مفاجأة لهم فتحت له هالة كانت متخشبة أمامه نبضات قلبها تتسارع و كأنها طبول الحر ب تقرع بسرعة فائقة اتسعت إبتسامتها حتى كشفت عن نواجزها 
عاما و عشرة أيام كاملة لم تراه فيهم فرغ فاه ليحدثها لكنها اوصدت الباب في وجهه خطت بخطوات واسعة و سريعة تجاه المطبخ لكنها عادت من جديد و فتحت له اعتذرت له عن مابدر منها بينما رد هو و قال
هالة أنا عاوز اتكلم معاكي ارجوكي اسمعيني بقى ولو مرة واحدة
هو إبراهيم رجع و لا إيه يا لولو !
أردفت ليالي سؤالها و هي تخرج من المطبخ 
اتسعت عيناها بسعادة و فرح ركضت نحو أخيها عناقته بقوة ربتت عليى ظهره و كلماتها لا تتوقف أبدا
حمد لله على سلامتك يا حبيبي ماقلتش ليه إنك جاية كنا رحنا استبقلناك في المطار 
رد أدهم باسما و قال
محبتش ازعاجكم قلت اعملها لكم مفاجأة
ردت بسعادة و هي تحتوي وجهه بين كفيها و قالت
أحلى مفاجأة يا حبيبي حمد لله على سلامتك دا هيما هايفرح اوي برجوعك
تنحنحت هالة و هي تتجه نحو باب الشقة و قالت
عن أذنكم هاشوف ماما
رد أدهم بسرعة و قال برجاء
هالة أنا عاوز اتكلم معاكي من فضلك
ردت ليالي و هي تجلسها عنوة قائلة
طنط نايمة و أنس باشا كمان نايم اتفضلي بقى اقعدي و اسمعي الكلمتين اللي عاوز يقولهم على ما أروح اخلص الأكل
غادرت ليالي و بقت هالة جالسة تنظر في اللاشئ تنهد أدهم ثم قال بهدوء
مالك يا هالة رافضة ليه نبقى مع بعض رغم إن علاقتنا حلوة جدا ! و تقريبا مافيش حاجة غلط !
جاهدت نفسها حتى لا تخبره بما يعتمل في صدرها لكن وجدت نفسها تحدثه عن مخاوفها 
قائلة
خاېفة يا أدهم 
من إيه ! و ليه ! 
خاېفة اكرر التجربة للمرة التانية
تابعت مصححة بسخرية قائلة
قصدي للمرة التالتة خاېفة كلام عمك يأثر عليك بعد جوازنا
ختمت حديثها قائلة بمرارة
خاېفة اخوض التجربة و أملي بإني أكون أم يختفي المرة دي بجد أنا عشت فوق العشر سنين بقول لنفسي إن طالما الحب موجود جوزك مش هيفكر يبص لغيرك اكتشفت إن الحب لوحده مش كفاية و اكتشفت إني أنانية معاهم
سألها بنبرة متهكمة قائلا
أنانية معاهم ازاي !
أجابته بمرارة و قالت
يعني كان المفروض أقبل بجوازهم و اعترف بي هما من حقهم يشوفوا ذرية ليهم بس أنا مقدرتش اتحمل افضل مع حد فيهم مقدرتش ابقى صفر على الشمال و دي بردو أنانية مني
رد أدهم و قال بنبرة صادقة
احلف لك بإيه أنا مش هاممني موضوع الخلفة دا و لا في دماغي هالة أنا بحبك
ابتسمت بمرارة و قالت
أنا أكتر واحدة سمعت كلمة بحبك أكتر واحدة كان نفسها فعلا تلاقي إنسان يحبها بجد بس و لا واحد حبني
تابعت بحزن دفين قائلة
تجربتي مع محمود خلتني أكره الجواز و الحب عشت معاه أسوء شهرين في عمري
ختمت حديثها بتقزز قائلة
واحد مقر ف ساډي و حق ير عيشني أسوء أيام عمري معاه کرهت فيها اسمي و جسمي کرهت قلبي اللي طيب مع الكل و ملاقش اللي يحبه بجد
كفكفت دموعها و قالت بهدوء عكس الضجيج الذي يسود قلبها
عشان كدا صدقني يا أدهم مش هقدر أكرر التجربة للمرة التالتة للأسف قلبي ما بقاش في مكان للفرحة روح اتجوز بنت صغيرة تكون أنت أول واحد في حياتها أنا مش هنفعك من كل النواحي
سألها پغضب مكتوم 
مين قال كدا 
أجابته قائلة بذات النبرة
عمك و محمود و
حمزة و الناس و المجمتع كله المجتمع شايف إن المطلقة دي عار و لازم يندفن تحت التراب ملهاش الحق تعيش وتشوف نصيبها الحلو في الدنيا خروجها ودخولها بحساب ولو اتنفست لازم تدي تقرير بدا ولو ضحكت بس دي مش كويس اومال اطلقت ليه ! وليه اطلقت عشان مبتخلفش وليه و ليه و ليه الف كلمة ليه و الف سؤال كل واحد نفسه يسأله بس خاېفة ليلاقي رد ميعجبوش
كادت أن تقف عن مقعدها لكنه لحق بها و قال بتوسل يفيض من عيناه
مش ها قلك بحبك لأنك مبقتيش حاساها زي ما بتقولي بس كفاية عليا اقلك خليك جنبي أنا محتاج لك جنبي محتاج وجودك في حياتي هالة أنت مش عارفة أنت بالنسبة لي
أتت ليالي من المطبخ و
قالت و هي تضع الثهوة على سطح المنضدة
انا بقول اغير القهوة و اجيب شربات !
وقفت جوار هالة محاوطة كتفيها بذراعها و قالت
ما تحن بقى يا جميل الواد بقى شبه وحيد القرن من غيرك
ابتسمت هالة رغم محاولاتها في عدم إظهار ضحكاتها و لكن

على ما يبدو أن زوجة أخيه لن تهدأ حتى توافق على هذه الزيجة ابتسمت ليالي وقالت بعفويتها
ما هو بصراحة ربنا بقى مش أنت تدبسيني في اخوكي و أنا اسيبك تعدي كدا عادي من تحت ايدي
تابعت بخفوت قائلة
دي فرصة عشان هيما يرد كل اللي عمله في زمان بس الصراحة أنا خاېفة على هيما من اخويا
ردت هالة بإبتسامة واسعة
اخويا يعمل اللي يعجبه و بعدين احنا ما بنتهزش يا ماما احنا جامدين قوي
ولج إبراهيم وجد ثلاثتهما في الردهة و الإبتسامة لا تفارق شفتاهم ابتسم و قال بجدية مصطنعة
ليالي و هالة و الأدهم استر يا اللي بتستر
في مساء نفس اليوم 
كان أدهم يختم حديثه بهدوء قائلا 
أنا كدا عرفتكم دنيتي فيها إيه و مش محتاجة من هالة حاجة غير شنطة هدومها حتى دي مش عاوزاها كمان
ردإبراهيم و هو يضع ساق فوق الأخرى و قال بغطرسة
و الله يا أدهم ياخويا أنا كان بودي أخد وادي معاك في الكلام عادي كدا بس أنا للأسف 
واخد عهد على نفسي إن استشير أعضاء العيلة الملكة بتاعتي و لأني راجل قانون أولا و ديموقراطي مش ديكاتوري زيك قررت إني اخد رأي الست الوالدة و بعدها رأي اختي و في الآخر رأي أختك و بما إن اجتمعت الآرار بالموافقة بالاجماع و عليه تمت الموافقة المبدئية أما الموافقة النهائية فدي تخصني أنا
رد أدهم و قال پغضب مكتوم
ما تخلص يا إبراهيم هو أنت بتخطب خطبة مجلس الشعب !! الفرح إمتى !
الخاتمة 
سحب إبراهيم نفسا من لفافة التبغ ثم نظر له و قال
إن شاء الله من غير مقاطعة زي النهاردا السنة الجاية
إمتى احنا متفقناش على كدا يا هيما !!
جوزك بيحاول يستفزني ها! 
معلش يا حبيبي دلوقتي هايعرف غلطه
بعد مناواشات عديدة أدت أخيرا لتحديد عقد القران بعد مرور أسبوع من الآن كانت هذه المدة المحددة لتحضير كل شئ يخص هالة 
على الرغم من قصر المدة إلا إنها لم تعترض أمام إبراهيم بناء على تعليمات أدهم الذي كاد أن يبكي من فرط توسله له .
بعد مرور أسبوع 
جلست هالة على المقعد المجاور لمقعد أدهم بينما كان هو يضع كفه في باطن كف اخيها يردد الكلمات خلف القاضي الشرعي و الإبتسامة لا تفارق شفتاه انته أخيرا و ردد الجميع في آن واحد.
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمعا
تم نسخ الرابط