ليلة

موقع أيام نيوز

لو سمحت ياخالد أبى أتكلم معها 
لو سمحت ياأبى 
قلت أخرج ياخالد 
تطلع خالد لهدى بضعف وقلة حيلة ثم تركها وخرج كل هذا وهى تتطلع بعينيها بينهم لعلها تفهم شئ عن ابنها لم تفهم شئ ولكن انقبض قلبها فقط 
اقترب منها الأمير ووقف أمامها فى قمة التكبر والغطرسة
عايزة اشوف ابنى هو فين 
اتكلمنا فى هاالموضوع ياهدى هاى الطفل ما سار ابنك هاد ابن ليان وهو عندها واتكتب باسمها 
اعتدلت هدى بضعف وهى تقول
يعنى إيه عندها يعنى هو مش هنا 
لأ المفروض اتكلمنا واتفقنا من وقتها إيش تريدى انتهى الموضوع 
مش عايزة حاجة ابنى وبس 
قلتلك ما سار ابنك اعتبريه ماكان ما تضطرينى اعمل معك شئ ما راح تحبيه 
أعمل اللى انت عايزه مبقتش تفرق 
لأ تفرق ياهدى لما يكون المقصود والدتك راح تفرق 
مالها أمى مالك ومالها 
مثل ما هسجنك بقضيتك القديمة راح اسجنها بمديونيتها اللى ابتعتها من أصحابها وراح اضيعلك خواتم البنات واحدة واحدة ما راح أغلب فيهم إيش رأيك فى هاد 
الشيكات اللى على أمى اتقطعت 
الشيكات معى اللى اتقطع ماهو حقيقى مزور 
بدأت دموعها ټنهار شلالات على خدودها وهى تقول
أنتى مش بنى ادم 
احرصى لسانك وإلا راح اقصهولك الاختيار ليكى أما تعودى بلدك معززة مكرمة ومعك مصارى تكملى بيها بقية حياتك أما تموتى هنا فى سجنك وتبعتك بقية اهلك 
وتركها مڼهارة وخرج من الغرفة دخل خالد بعده فوجدها على هذه الحالة 
بمجرد أن حاول الاقتراب منها رفعت يدها له وهى تقول
مكانك كفاية كدة مش عايزة اشوفك تانى روح لحالك 
هدى 
قولتلك روح لحالك وعلى رأى ابوك الموضوع خلاص انتهى 
خرج خالد ودموعه تلمع فى عينيه فوجئ بأبوه يقف أمام باب الغرفة رفع عينيه له وهو يقول
هيك ارتحت 
وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد 
يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى 
لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام

القليلة فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد فلم يسأل عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها هى الآن هنا لاشئ لا قيمة فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة من كل شئ آدميتها كرامتها انوثتها مشاعرها والأهم ولدها الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ولم يشفع ذلك لهم ليتركوه لأمه حتى يكتمل 
لم تسأل عن الأموال التى وعدوها بها أو حتى شيكات أمها لم تفكر فى اى شئ فقط عقلها متجمد تعيش فى حالة تجهم غريبة ترفض كل شئ ترفض الحياة نفسها 
أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى المۏت 
بعد ثلاثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها فيها على أنها حالة استئصال مرارة وليس الحقيقة ولادة 
اتاها شخص من طرف الأمير بجميع الأوراق الخاصة برجوعها مع ورقة إخلاء طرف من العقد
المنصوص عليه بينهم وجميع مستحقاتها المادية الخاصة بهذا العقد وبالطبع الشيكات الحقيقية الخاصة بوالدتها بالإضافة لاوراق معتمدة من أحد البنوك الدولية بإيداع مبلغ يتعدى الخمسة ملايين ريال سعودي 
وبالطبع لم يغفل الرسول عن أن يبلغها ببعض من تهديدات الأمير وتنبيهاته بخصوص عدم الرجوع عن القرار الذى اتخذته وإلا لن تجد غير ابواب الچحيم تفتح عليها وعلى عائلتها 
وفى النهاية أعطاها أوراق حجز وتذكرة طائرة لليوم التالى 
ودعت هدى المملكة السعودية ومعها ودعت هدى القديمة ودعت نفسها ودعت طفلها الذى لم تراه 
ودعتهم بدموع قلب ودعاء وتضرع لخالقها بالجمع بينها وبين طفلها فى يوم من الأيام 
عادت لمصر بشخصية جديدة تماما هدى جديدة شخصية أكل الحزن والذل قلبها وكرامتها أصبحت أنثى حاقدة على الحياة وكارهة لها 
فياترى هل سيتم ترميم قلبها مع الزمن هل ستعود للحياة هل ستعود هدى القديمة أو حتى أنثى جديدة تنسى الماضى وتتصالح مع المستقبل 
بعد مرور 7 سنوات 
خالد خالد تعالى هنا إحنا مبقاش ورانا غير اللعب مش فى home wark المفروض هتخلصه لو مخلصش مش هتيجى معايا عند تيته 
بكرة وبعده كمان إجازة يامامى وهنروح فرح خالتو هدير بكرة هبقى أكتبه أما يخلص الفرح 
أنا قلت كلمة واحدة ياخالد لو مخلصتوش دلوقتى مش هتيجى معايا خليك مع بابى بقى 
لا لا لا هكتبه انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي 
هو راجل محترم وكبير زييك كدة فى kg2 ېخاف من القاعدة لوحده 
مليش دعوة مش عايز اقعد مع بابى عايزة اروح معاكى عند تيته والنبى يامامى عشان خاطرى 
طيب يلا يالمض هات شنطتك عشان نشوف اخدت ايه انهارضة 
حاضر 
وقفت هدى بعدما ظهرت علامات الڠضب على وجهها فقد أصبحت الحياة مع هذا الرجل لا تطاق فاقد للمسؤولية تجاه ابنه والحب والاحترام مع زوجته رجل لم ينسى له ابنه حپسه له لمدة أربع ساعات كاملة وحده فى غرفته لمجرد أنه أراد أن يذهب لموعد مفاجئ ولم ينساها الطفل رغم مرور أكثر من عام عليها 
مامى مامى عمال بنادى عليكى ومش بتردى 
معلش ياحبيبى كنت سرحانة 
أنتى بتبقى سرحانة كتير اصلا 
بس ياد انت وهات الشنطة اللى فى ايدك دى 
اتفضلى ياستى 
أصبحت هدى سيدة من سيدات المجتمع الراقى بعدما تزوجت من المهندس عمر عبد الفتاح صاحب أكبر مكتب هندسى فى القاهرة أو على الأقل هو الآن هكذا ولم يكن كذلك عندما تزوج من هدى لكنه استطاع فى فترة وجيزة تنمية اسمه واسم مكتبه لهذه الدرجة وليس بفضل مهاراته كمهندس أو إدارى ناجح إنما بطرق أخرى لا تمت للأخلاق بصلة فهو انسان انتهازى وصولى ومنافق ليس لديه أى مانع لأى شئ ليصل لما يريد حتى وإن كان التقرب من نساء ستكون مفتاحه لما يريد زوجة فلان أخت فلان ابنة فلان حتى وإن كانت أم فلان 
أما فضل النجاح الهندسى فهو لشريكه حسام رفعت وهو زوج منى صاحبة هدى وكان هذا هو سبب التعارف فقد رأاها فى حفل زواج منى من حسام ولم يبتعد عنها وقتها حتى تزوجها 
حسام مهندس معمارى ناجح جدا شريك لعمر بنسبة 30 فقط مهمته هى إدارة المكتب الهندسية والفنية هو وجروب المهندسين العاملين معه أما طريقة الحصول على العمل نفسه فهى مهمة عمر 
وأخلاق عمر هى نقطة الخلاف الأساسية مع هدى فهى لم ولن تقبله عل حاله هذا لكنها لم تكتشف ذلك الا بعد سنين من اتمام الزواج ولم تعد تتحمل ذلك إهمال كامل لها ولابنه ليس فى حياته إلا العمل وكيفية الحصول على عقد جديد لمكتبه وكل نقاش أو بمعنى أصح شجار بينهم ليس لديه غير اسطوانة واحدة تتكرر كل مرة 
أنتى عايزة ايه دلوقتى احسن لبس وأحسن أكل واللى بتطلبيه بيجيلك ومصاريف زى ما انتى عايزة وابنك فى احسن مدارس حتى رافضة انك تخلفى مرة تانية ومش عارف ليه خلاص سيبينى بقى اشوف مستقبلى وحياتى ولا اقعد جمبك 
واخلف تانى ليه بطريقتك دى أشك أن احنا هنكمل مع بعض اصلا 
والله عايزة تطلقى وهتقولى بوالدتك ايه أن شاء الله 
هذه نقطة ضعف هدى والدتها ودائما ما يستخدم ذلك لاسكاتها 
فقد أصبحت امرأة ستينية مريضة لم تعد تتحمل الصدمات ويكفيها حال هايدى المطلقة منذ سنة لن تتحمل صدمة طلاق هدى هى الأخرى خاصة أن لها سابقة طلاق أولى وبالطبع لا يعلم أحد عن زواجها وطلاقها الثانى غير صديقتها منى 
توقفت السيارة أمام منزل والدتها وارتجلت منها هى وابنها اتجه خالد لأولاد خالته الذين وجدهم يلعبون فى الحديقة 
اتجهت هدى لداخل المنزل قابلتها هدير مسرعة
ايه التأخير ده كله ياهدى انا مستنياكى من بدرى 
ايه يابنتى اتهدى شوية 
الفستان تعالى شوفى آخر بروفة للفستان 
احنا موارناش غير
الفستان ياهدير كان هذا صوت والدتها من اتجاه المطبخ 
إيه ياماما مش انا العروسة 
عرسة تقرض ودانك أمشى يابت على فوق ناميلك شوية عشان تبقى فايقة بليل 
يووووه هو انا مفيش ورايا غير النوم 
قالت هدى هدير انا مش هشوف الفستان بس لو طلع فيه أى حاجة عريانة والله ما هخليكى تلبسيه أصل انا عارفاكى فاهمة 
فاهمة ياستى هو ده اللى انا باخده منكم 
ثم اتجهت صاعدة السلم استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ
تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها 
حاجات ايه 
الأكل يابنتى آمال هنأكل الناس ايه 
ناس مين اللى هنأكلهم ياماما الحنة مفيهاش أكل والفرح هيبقى فى قاعة كبيرة 
يعنى إيه مش هنطبخ 
هنطبخ لمين اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين هتطبخى وترميه بعد كدة 
أنا قلتلها كدة مصدقتنيش قلت انتى هتعرفى تقنعيها 
كانت هذه هايدى 
والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى 
اركنيها أو خزنيها ياماما مش قضية 
والله انتوا عيال تسد النفس جتكوا القرف 
واتجهت الحاجة هدية للمطبخ أما هدى وهدير وقفوا

يتسامروا
أمال جوزك فين مش هييجى ولا ايه 
وهو من امتى جه قال يااختى فى صفقة جديدة بيشتغل عليها بيقول أنها هتنقله نقلة تانية 
ههههههههه كل مرة بيقول كدة 
فعلا بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية طول الوقت برة وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب 
ربنا معاه 
ههههههههه تفتكرى باللى هو بيعمله ده 
على رأيك المهم أمه بعيد عنك انتى قلتى طول ماهو مشغول انتى مرتاحة 
على رأيك سيبينا من الموضوع ده تعالى نرخم على البت هدير 
يلا 
مرت ليلة الحنة بسلام والفرحة تغمر الجميع 
تانى يوم يوم الزفاف اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور 
صعب ياهدى مش هقدر اسيب الحفلة هنا 
يعنى إيه مش هتقدر ده فرح اختى ياعمر 
ماشى ياستى مش معترض احضرى براحتك وأنا هبقى اعتزر لحماتى وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة المهم فى طلب مهم جدا 
ملكش طلبات عندى انت مبتعملش اللى انا عايزاه يبقى مش هعملك اللى انت عايزه 
لا ياماما الموضوع ده مفيهوش مناقشة ولا عشان بكلمك بأدب اسمعى كلام نهائى هفوت عليكى الساعة 12 كدة وانتى بفستانك زى ما انتى هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم 
حفلة ايه انت بتستهبل اسيب اختى فى فرحها واروح معاك حفلة 
أيوة هتيجى وبعدين يعنى هى من غيرك مش هتدخل ريحى دماغك وبعدين بقولك الساعة 12 يعنى الفرح هيكون قرب يخلص الحفلة هنا هتبدأ 11 يلا سلام الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة عشان مش عايز ادخل وعايز فستان حلو ورقيق كدة 
مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته يعنى مجرد الظهور بصفتها زوجته إهانة علنية لنفسها 
خرجت متأففة فى موعده كما طلب حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى
تم نسخ الرابط