بقلم روز امين
المحتويات
كلمات مدللة نثرها فوق تلك الجميلة نطقها بصوت متحشرج تأثرا بنومهمما جعل وجهها يتهلل وباتت تتراقص وتهز جسدها بقوة فوق صدره مما جعل روح ياسين تنتفض وقشعريرة سرت بداخل جسده من شدة إبتهاجه
إبتسمت تلك المجاورة له حيث تجلس بصمت تام تتابع بقلب سعيد مداعبة صغيرتها المشاكسة لوالدها الحنون بعدما قربتها منه وتركتها تتعامل بفطرتها مع والدهاتمسك بجسدها جيدا ثم سحب بدنه لأعلي حتي إستقر بجلوسه واستند علي خلفية التخت وأخذ صغيرته بين وبات يكيل لها قبلاته الشغوفة والتي أبدت كم تعلق روح ذاك الحنون بتلك المشاكسة الجميلة
صباح الفل يا حبيبي
بإبتسامة رقيقة ونبرة صوت حنون ردت
صباح الخير يا ياسين
واستطردت محفزة إياه
يلا علشان نلحق فطار العيلة من أولهالكل إتجمع تحت في الجنينة ومستنيينك علشان يبدأوا في الفطار
أيسل تحت سألها مترقبا فأجابته بتحفظ ونبرة هادئة ويرجع هذا إلي طبيعة علاقتهم والتحفظ والجمود الذي أصابها منذ ۏفاة ليالي وحتي من قبلها
واستطردت بإيضاح
لكن حمزة جه من بدري هو وطنط منال وكانوا قاعدين مع ماما ومروان وليزا في الريسبشن
أومأ لها بهدوء وقام بوضع قبلة حنون بجانب شفاة صغيرته التي سړقت لبهفي حين استطردت وهي تداعب صغيرتها بأصابع يدها داخل بطنها مما جعل الصغيرة تدخل في نوبة شديدة من القهقهة وأوصل كلاهما لشعورهما لقمة سعادتهما وكأنهما يستمعان إلي أروع معزوفة موسيقية
واسترسلت بإبتسامة واسعة وهي تحدثها بدلال
مش كدة يا مسكي
ضحكت الصغيرة بشدة وضم ياسين كلتاهما إلي وشدد من ضمته ثم بات يتنفس براحة بينت إسترخائه ومدي وصوله للسلام النفسي الذي حرم منه لعدة أشهر قد ذاق بها الأمرين لحتي وصل إلي تلك النقطة من الإستقرار والذي مازال ينقصه فقط رجوع أيسل إلي طبيعتها بعدما أصبحت عنيدة تتشبث بأرائها بحدة وتتعامل مع الغير ببرود وكبرياء صانعة لحالها قبة عالية محاطة بسور ممنوع الإقتراب منه
إنتهي البارت
الفصل السادس والثلاثون
أنا تلك الجريحة التي إتهمني الجميع بالتعالي
قالوا مصاپة بداء الغرور مثل والدتي ليالي
لم يشعروا بروحي التي تحترق داخل كياني
أولم تسألوني عن ما الذي أوصلني لتلك الحالة
من البرود واللامبالاة والشعور بعدم الأمان!
خواطر
أيسل المغربي
كانت تستند بظهرها متكأة علي مقعدها داخل الحديقة الخاصة بمنزل رائف رحمة الله عليهحيث تجمع العائلة حول طاولة إفطار يوم الجمعة والذي عاد كما السابق بفضل منال التي تنازلت عن كبريائها وجنبت غرورها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وجمع شتات ما تبقي من أسرتها
تنهدت بأسي حينما إستمعت إلي صوت جدها الذي تحدث مبكتا إياها لعدم تقبله لتصرفاتها التي أصبحت إستفزازية بالنسبة له
فيه حد يبقي قاعد في وسط أهله ويسيبهم ويقعد يبص في حتة شاشة ويضيع علي نفسه لمة العيلة اللي ما تتعوضش ولا تتقارن بأي حاجة في الدنيا يا سيلا
شعرت بالضجر جراء كلماته الذي دائما ما ينثرها علي مسامعها دون ملل أو كلل كلما رأهاحتي أنها أصبحت تبغض الجلوس بحضرته بعدما كانت تعشقه وكل ما يتعلق بعائلتهارفعت بصرها لتتطلع عليهرسمت إبتسامة صفراء علي وجهها وتحدثت بلباقة مجبرة عليها
لمة العيلة والجو الدافي موجودين طول الوقت يا جدو وممكن بسهولة يتعوضوا
وبنبرة يملؤها الألم والحسړة علي فقيدتها الغالية إسترسلت
لكن فيه حاجات لما بتروح إستحالة تقدر تعوضها أو ترجعها من تاني
تنهد بأسي حينما فهم مغزي حديثها ومقصدها وتحدث بعيناي تقطر حنانا
معاكي حق يا حبيبتيبس الحياة ما بتقفش ولا بتستني حدأنا ما أقدرش أقول لك ما تحزنيش علي اللي فات
واسترسل بنبرة تفاؤلية كي يبث فيها روح الإستبشار
وفي نفس الوقت ربنا أمرنا نبص لقدام ونسعي للي جاي علشان نقدر نكمل ونعمر الحياة
أردفت بلوم طفيف
حضرتك بتقول كدة علشان نانا مامتك ماټت كبيرة في العمر وماجربتش الشعور اللي وصل لي من مۏت مامتي
تنهيدة حارة خرجت من صدر منال المبتلي بۏجع فراق تلك الراحلة وما سببه
بندبات تعمقت بقلب حفيدتها حتي أصبحت جزءا منه
أردف عبدالرحمن الذي قرر التدخل ليبدي برأيه
وإنت فاكرة إن الحزن علي وفات الأم بيفرق لو كانت لسة شابة أو عدت المية سنة يا أيسل
عقب عز قائلا بتأكيد
قول لها يا عبدالرحمنطب ده أنا وجدك عبدالرحمن لما بنقعد مع بعض ونفتكر يوم ۏفاة أمنا الله يرحمهابنحس بنفس درجة الۏجع في قلوبنا وكأنها لسة مېتة النهاردةبس من رحمة ربنا علينا إننا بنحاول ننسي ونعيش ونعمر
نظرت عليه وبنبرة صارمة سألته
طب ده بالنسبة لخسارتي لمامتي يا جدوتقدر تقول لي أعمل إيه في خسارتي لسنة بحالها من دراستي
واستطردت بنبرة قانطة
إنت متخيل كم التعب والجهد اللي بذلته طول السنة اللي فاتت علشان في الآخر بابي ييجي بكل سهولة ويمنعني أدخل الإمتحانات
واسترسلت بإحباط
محدش فيكم مستوعب كم الإحباط اللي حسيت بيه وأنا شايفة مجهودي وتعبي طول السنة بيضيع قدام عنياوأنا واقفة أتفرج وما ليش حتي الحق في إني أعترض
بنبرة صادقة أردفت ثريا بدفاع عن ياسين
أبوك كان معاه عذره في قرارة اللي أخده يا أيسلهو كان خاېف عليكي وبيحميكي يا بنتيوبعدين السنة اللي ضاعت منك دي مش نهاية الدنيا
واسترسلت بإيمان لتهدئ من روع الفتاة وسخطها الذي بات مرافقا لها في الأونة الأخيرة
خليكي دايما واثقة من إن أي حاجة ربنا بيبعدها عننا بيكون فيها الصلاح والخير لينا
كانت تستمع إليهم بملامح وجه سائمة رافضة لكل مبرراتهمسألتها بنبرة جادة
وتفتكري إن ما كانش فيه حل يحميني بيه غير إنه يحبسني في البيت ويضيع عليا السنة يا تيتا
هتفت منال بمصادقة علي حديث ثريا
حتي لو بابا وافق أنا اللي كنت هرفض يا سيلا
إبتسامة ساخرة إعتلت ملامحها تعقيبا علي حديث منالفتدخلت راقية التي تحدثت بنبرة حادة لعدم تقبلها لإسلوب تلك الساخطة التي تحولت وأصبحت عدوانية
جري إيه يا ست أيسلمالك يا حبيبتي طايحة في الكل وما حدش مالي عينك كدة ليه
إتسعت عيناي أيسل وباتت تنظر عليها بذهول لعدم إستيعابها لطريقتها الوضيعة التي تحدثها بهاأردفت ثريا
سريعا وهي تنظر إلي راقية بنظرات راجية لتحثها علي التوقف
خلاص يا راقيةقفلي علي الموضوع
هتفت راقية ضاربة بتوسلات ثريا عرض الحائط
لا مش خلاص يا ثرياما هو سكوتكم ده هو اللي خلاها زودتها في اللي بتعمله وساءت فيها
قالت كلماتها الحادة إلي ثريا وقامت بتحويل بصرها وثبتته فوق الفتاة ثم استرسلت بإبانة
كلنا مقدرين إنك زعلانة علي المرحومة أمكبس مش كل شوية تحسسينا إن محدش فينا زعل عليها وإن ما حدش حاسس بيكي ولا شاف وداق اللي دوقتيه في مۏتها
واستطردت بايضاح
أيوة الأم غالية محدش قال حاجةبس مهما كان الۏجع اللي حستيه علي أمك عمره ما هييجي ربع حړقة قلب جدتك ثريا اللي خسړت زينة شباب العيلة وهو في عز شبابه
واسترسلت بايضاح
واهي صابرة وعمرها ما قعدت تندب حظها زي ما أنت بتعملي
نزل حديثها علي
قلب ثريا أحرقه وكأنها جلدات سوط لا مجرد كلماتتوجع عز وشعر بغصة مرة وقفت بمنتصف حلقه عندما لمس حزن متيمة روحه الغاليةود لو أن له الحق لذهب إليها وأحتضنها وقام بسحب ألامها الساكنة وتحملها بدلا عنها
أما أيسل فقد تأثرت وشعرت بالألم يقتحم قلبها لما رأته من أوجاع تكونت واستقرت داخل عيناي وفوق ملامح تلك المكلومة علي صغيرهاهتفت منال بحدة بعدما فاض بها الكيل من حديث الكل المؤلم والمجهد لروحها التي باتت ضعيفة للغاية
قفلوا بقي علي السيرة دي الله يخليكم
أما ذاك العمر الجالس بمقعده ويدعي الثباتفقد كان ېختلس النظر إلي تلك البريئة من الحين للأخر مع مراعاته لأخذ الحيطة كي لا يلاحظه أحدوهي الأخري تنظر إليه بإستغراب لكونه الوحيد من بين أفراد العائلة الذي لا يقوم بمداعبتها ولا بالإهتمام بها
نظر عليها وهي تجاور بجلوسها مروان وتتحدث معه العربية بطلاقة بعد أن تخطي جلوسها بمنزل ثريا الستة أشهر وأصبحت أكثر إنسجاما مع الجميعكم كان داخله مبعثرا تجاة تلك الصغيرة التي يعلم أن لا ذنب لها فيما حدث من والدتها تجاههلكن قلبه مازال مټألما ولم يعد بعد كما كاننعم لم يعد ينفر من رؤيتها كقبللكنه مازال رافضا إقتحامها لحياته بتلك الطريقة
تحدثت الصغيرة إلي مروان وهي تمسك بصحنها
ماروأنا عاوزة واحدة كرواسون
حاضر يا حبيبتي نطقها بهدوء ثم بسط يده وجلب لها واحدة من المعجنات المفضلة لديها وقام بوضعها داخل صحنهاأما ذاك الصغير الذي يتوسطها هي وساندرا طارقفأردف بنبرة تنظيرية
خليها في طبقك ومش تاكليها غير لما بابي ومامي ييجواعلشان جدو عز مش يزعل منك
أومأت له بطاعة وتحدثت بتفهم لعاداتهم التي باتت تحفظها
حاضر يا عزوبس أنا قولت لمارو يحطها في طبقي علشان أنا جعانة ولما أونكل ياسين ييجي هاكلها علي طول
أومأ لها الصغير بمفاخرة بحاله علي أنه إستطاع السيطرة علي تلك الجميلةفتحدثت ساندرا هي الأخري ولكن إلي عز قائلة
عزو ممكن أنا كمان تجيب لي واحدة كرواسون
شعر بحالة من الفرح ټقتحم قلبه وعلي الفور وقف علي المقعد كي يستطيع تلبية طلب تلك الساندرا وبالفعل إستطاع الحصول علي إحدي الكعكات وقام بوضعها داخل صحن تلك الأميرة الشقراء مما أدخل علي قلبها السرور وجعلها تتحدث بسعادة
ثانكس عزو
شعور بالفخر والرضا إحتلا داخله وتحدث إليها برجولية مبكرة
لما تلاقي نفسك عاوزة أي حاجة قولي لعزو وهي يجيبها لك علي طولأوك يا ساندرا
أوك يا عزو هكذا أجابته بإبتسامة خلابة تحت نظرات ليزا التي تشاهد بصمت تام يرجع لطبيعتها الهادئة
تحدث حمزة المجاور لمروان بنبرة حماسية شبابية
شفت الكوتش عمل إيه إمبارح مع مؤمن حسين
إبتسم له مروان وتحدث معقبا علي حديثه
هو أنا بس اللي شفتدي فضيحته لفت النادي كله
واسترسل بغرابة
أنا مش مصدق إن حد في سنه يعرض صحته للخطړ وياخد منشطات علشان يطلع مركز أول في مسابقة سباحة
متابعة القراءة