بقلم روز امين

موقع أيام نيوز


اليوم بصعوبة عليهافكرة عدم وجوده حولها كانت تؤلم روحهاتعودت علي وجوده وأكتشفت عدم إستطاعتها تكملة حياتها بدونه
وخلال هذة الايام لم تستطع تلك العاشقة الإطمئنان علي حبيبها لغلق هاتفه حيث أتلف خلال الحاډث واليوم فقط جلب له شقيقه هاتفا جديدا وقام بوضع شريحة الهاتف به
كانت تتحرك أمام البحر ببطئ متأملة مظهر المياةتراه في

كل ما تقع عليه عيناهارأت وجهه الحنون فوق سطح مياهه الزرقاءشموخه داخل إتساعه اللانهائيحتي غضبه رأته بين أمواجه العاتية
نزلت دموعها المشتاقة لتعلن عن ضعفها ووصولها للمنتهيحنين يأخدها إليه تشتاق رؤياه وتكاد أن تصل لحافة الجنون
إستمعت لصوت وصول رسالة إلي هاتفها الجوالأخرجته تتطلع علي شاشتهإتسعت عيناها حينما رأت رسالة مفادها أن هاتفه المغلق أصبح متاحا الأنبلهفة باتت تقلب بهاتفها حتي إستقرت علي نقش إسمه وبسرعة البرق كانت تضغط علي زر إجراء مكالمة
كان يتمدد فوق تخت المشفي ساندا ظهره للخلفممسكا بهاتفه يتفحص الرسائل التي وصلته للتو فور إدخال شقيقه للشريحةإنتفض قلبه حين رأي عدة رسائل منها
كاد أن يطلب من شقيقه المرافق له أن يتركه كي يهاتفها قطع حبل أفكاره وصول مكالمة منهاإتسعت عيناه وما شعر بحالة إلا وهو يبتسم بشدة حتي ظهر صفاي أسنانه مما جعل شقيقه يتعجب
بلهفة تحدث إلي شقيقه 
سيبني لوحدي شوية بعد إذنك يا محمد
كاد أن يشاكسه قاطعه باستعجال 
يلا بقي ما تبقاش رخم
غمز له شقيقه وتحدث وهو ينسحب 
ماشي يا باشابس راجع لك وأعمل حسابك مش هسيبك غير لما أعرف كل حاجة
إنقطع الإتصال تحت حزن تلك العاشقة التي عبس وجهها لكنه سرعان ما تبدل لمبتهج بعدما أتاها إتصالا منهعلي الفور ردت بنبرة أظهرت كم
إشتياقها
ألو
وحشتيني نطقها وكأن روحها كانت غائبة والأن قد عادتتحدثت باشتياق جارف
طمني عليك إنت كويس
وحشتيني نطقها بصوت متقطع دلالة للتأكيد فابتسمت بسعادة وتحدثت خجلا 
حمدالله علي سلامتك يا كارم
بنبرة رجل مغرم أجابها 
الله يسلمك يا عمر كارم
وكأن لكلماته السحرفحولتها من مهمومة عابسة إلي فراشة تطير وتتناقل بين الغصون والزهور ذات الألوان الزاهيةأغمضت عيناها باستسلام كي تستمع لكلماته التي تقع علي مسامعها كأعذب الألحان
بنبرات حنون أردف بصدق شعرت به 
وحشتيني قوي يا أيسلهتجنن وأشوفك
وأخيرا تجرأت ونطقت بما أدخل البهجة علي قلبه 
أنا كمان عاوزة أشوفكبس مش عارفة إزاي
يا حبيبي نطقها بصوت هائم وعدم إستيعاب لاندماجها معه بالحديث
بدون وعي سألته بحنين ظهر بين بصوتها 
إنت هترجع لي أمتي
وعت علي حالها فابتلعت لعابها وأغمضت عيناها وبدأت تؤنب حالها وتلومها علي ما نطقت به دون إدراك أو تفكيرأما هو فكان يعيش أروع لحظات حياتهفها هو يحيي العشق الذي طالما إستمع عنه كثيراوها هو الآن يلتقي به وجها لوجه ويسبح داخل بحره العميق
أيسل نطقها بنبرة حنونفردت برقيقة 
نعم
عقب بصوت أذابها عشقا ونهي علي تبقي من صبرها 
بحبكبحبك يا أيسلبحبك ودي أول مرة أحسها وأقولهابحبك ونفسي أكمل عمري اللي جاي كله معاك
أوصلتها كلمات غزله للمنتهي من كل شئتنهدت براحة وسعادة ولأول مرة تشعر بهاوكأنها خلقت من جديد لتحيا العشق الذي طالما تمنت الدخول إلي عالمه الساحروها هي الأن تدلف من بابه ممسكة بيد حبيبها ليخطوا معا أولي خطواتهم في شارع الغرام
حدثها بنعومة متسائلا 
هو حبيبي ساكت ليه
بصعوبة أخرجت صوتها متسائلة
عاوزني أقول لك إيه
عقب هائما 
تقولي لي وأنا كمان بحبك يا كارم
إبتسمت خجلا وشعر بها فاسترسل عاذرا خجلها
طب بلاش بحبك لو مكسوفةكفاية تقولي لي وأنا كمان
واستطرد بايضاح
وأنا هفهم
ضلت صامته فتحدث بمشاكسة كي يحثها علي الكلام 
ما أنت لازم تتكلمي علشان أعرف إذا كنتي بتبادليني نفس شعوري ولا رافضة حبي وقربي منك
أرادت مداعبته فتحدثت بمشاكسة 
بلاش تشغل ذكاء ظباط المخابرات ده علياإنت عارف كويس قوي شعوري من ناحيتك
واسترسلت مذكرة إياه 
هو أنت ناسي اللي حصل يوم الحاډثة
تحدث متدللا عليها 
بس أنا عاوز أسمعها الوقت منكولا خسارة فيا يا أيسل
بنبرة حنون أجابته 
مافيش حاجة خسارة فيك يا كارم
أردف مطالبا إياها
طب يلا قولي ورايابحبك يا كارم
ضحكت بخبث وتحدثت بمراوغة قبل أن تغلق الهاتف سريعا 
وأنا كمان
نطقتها وضمت هاتفها إلي صدرها وباتت تدور حول نفسها كفراشة من شدة سعادتهاأما هو فاخرج زفرة قوية ليهدئ من لهيب صدره المشتعل بڼار الهويألقي برأسه إلي الخلف وأبتسم بشدة وتنهد براحة عجيبة
ليلا بنفس اليوم 
كان يستمع إلي ملاغاتها بقلب سعيد يرفرف ككل مرة يستمع من بين شفتاها كلمة دااااادا التي تجعل قلبه ينتفض ويتراقص فرحا
وقفت لتقابله وتحدثت بملامح وجه حائرة  مترددة 
ياسين
إيه يا حبيبي نطقها وهو يشملها بعيناي حنونفتحدثت من جديد بعدما إستدعت شجاعتها بصعوبة بالغة 
هو أنت مش هتاخد أيسل المستشفي علشان تزور الرائد كارم
وكأن بكلماتها الغير محسوبة قد أيقظت الۏحش الكاسر الخامد بداخلهفهتف متهكما 
نعم يا اختي!
ابتلعت لعابها لتبلل جوفها الذي جف جراء إرتعابها من ردة فعله العڼيفةوهتفت بملامح وجه شاحبة 
أنا قصدي إنها تشكره علي اللي عمله معاهاده أخد الطلقة مكانها يا ياسين
بفظاظة أجابها بسخط 
هتشكره علي إيه يا هاااانمده شغله يا ماما
نطقت بتلبك 
إسمعني بس يا ياسين وحاول تفهمني
ألقي بداخل ا الصغيرة التي تعجبت من تحول ملامح وجه أبيها وتحدث وهو يستعد للرحيل 
مش عاوز أسمع ولا كلمة ورأيك خليه لنفسك يا مدام
واستطرد وهو يرمقها بنظرات مرعبة 
خدي لك ساتر واتقي ڠضبي يا مليكة
واسترسل مؤكدا 
خدي لك ساااتر
نطقها وانطلق
خارج الحجرة كالأعصار المدمر متجها إلي منزل عز المغربي
نطقت الصغيرة بملاغاة لوالدتها 
داااادا
إلتفتت إلي الصغيرة وتحدثت بابهام وتيهة 
داددا هبت منه خلاص يا مسكالله يكون في عونك يا كارمده أنت شكلك كدة داخل علي أيام أسود من قرن الخروب
بعد مرور خمسة عشر يوما علي واقعة محاولة الإغتيال الفاشلة
تعافي كارم وعاد إلي مقر عمله كي يطلب من ياسين مزاولة عمله من جديد بعد أن أذابه الحنين لرؤية من حرمته تلك الړصاصة اللعېنة من التمتع بالنظر إلي وجهها بعدما أصبحت حياته بدون النظر لعيناها يوميا كصحراء جرداء
دلف إلي ياسين الذي وقف إحتراما له واستقبله بحفاوة بالغة إمتنانا لما فعله لأجل غاليتهجلسا وطلب قهوة ليحتساها سويا وأثناء إرتشافه تحدث إلي ياسين بنبرة جادة 
أنا عاوز أرجع لشغلي مع الدكتورة جنابك
أخذ نفسا عميقا وعقب بنبرة هادئة 
لسة بدري علي رجوعك للشغل يا كارمخد لك كمان إسبوع أجازة علشان تقدر تسترد كامل صحتك
بثقة عالية أردف بإبانة 
أنا بقيت تمام معاليكوأخدت رأي الدكتور قبل ما أجي لحضرتك
تنهيدة حارة خرجت من صدر ذاك الذي يكظم غضبه منه بصعوبة بالغة ويرجع ذلك لشعوره بالإمتنان لفضل كارم عليه وحمايته والنأي بحياة إبنته من محاولة الإغتيال التي كانت ستقضي علي حياتها
تمالك من حاله لأبعد حد ونفض عن عقلة تلك الفكرة المسيطرة علي مخيلته مقاوما رغبته في الإنقضاض عليه للفتك به كالأسد الجائعثم تحدث ليعلمه بقراره الذي وصل إليه بعد تفكير 
أنا سحبت منك المهمة وأسندتها ل أحمد كمال
إتسعت عيناه بذهول وسأله مستفسرا 
هو أنا قصرت في حماية الدكتورة علشان تسحب مني المهمة يا أفندم!
بنبرة جادة عقب علي سؤاله نافيا 
لا يا سيادة الرائدإنت ما قصرتش بالعكسشغلك إنت عملته علي أكمل وجه
واستطرد باعلام 
وأنا قدمت تقرير بالكلام ده ورفعته للإدارة علشان يتضاف ل ملفك
واستطرد بحديث ذات مغزي وصل معناه إلي ذاك الفطن 
بس أنا شايف إن كدة أفضل ليك ولبنتي
نظر كارم إلي عيناي ياسين ثم تنفس بقوة لاستدعاء شجاعته وتحدث بنبرة جادة دون مراوغة
سيادة العميدأنا طالب القرب من سعادتك ويشرفني إن حضرتك توافق علي جوازي من الدكتورة أيسل
جحظت عيناه ورمقه بنظرات فتاكة ثم هتف بنبرة ساخطة بعدما هب واقفا وكأنه تحول إلي غول
نعم يا حبيبي
واسترسل بعيناي تطلق شزرا 
سمعني تاني كدة اللي قولته!
إنتهي البارت 
قلوب حائرة 



الفصل الثاني والأربعون 
قلوب حائرة الجزء الثاني 


نظر كارم إلي عيناي ياسين ثم تنفس بقوة لاستدعاء شجاعته وتحدث بنبرة جادة دون مراوغة ويرجع ذلك لشخصيته الجادة والصارمة
سيادة العميدأنا طالب القرب من سعادتك ويشرفني إن حضرتك توافق علي جوازي من الدكتورة أيسل
جحظت عيناه ورمقه بنظرات فتاكة ثم هتف بنبرة ساخطة بعدما هب واقفا وكأنه تحول إلي غول
نعم يا حبيبي
واسترسل بعيناي تطلق شزرا 
سمعني تاني كدة اللي قولته!
إتسعت عيناه بعدم استيعاب لما يري من جنون ذاك الغاضب بأم عيناهثم أردف متستفهما بتعجب 
هو أنا قولت حاجة غلط يا سيادة العميد!
بنبرة شديدة الحدة هتف متهكما 
غلط! هو أنت لسة بتسأل يا حضرة الرائد!
ضيق كارم عيناه باستغراب وتحدث مستفسرا
يا أفندم أنا حقيقي مش فاهم فين الغلط في اللي أنا عملته!
واستطرد بإبانة 
أنا طلبت بنت سعادتك للجواز علي سنة الله ورسولهفين الغلط في اللي قولته واللي أستحق عليه
ڠضب حضرتك المبالغ فيه ده!
بنبرة ساخطة هتف الأخر بحدة 
أقول لك أنا يا كارم بيه فين الغلط
واستطرد بتوضيح 
الغلط إني أمنت لك واختارتك من بين كل رجالة الجهاز وامنتك علي حياة بنتيوده لثقتي الكبيرة فيك وفي أخلاقك
واسترسل باخفاق ظهر علي ملامحه 
واللي للأسف طلعت في غير محلها ولأول مرة في حياتي نظرتي تخيب في بني أدم
وبدل ما سيادتك تاخد بالك من بنتي وتحافظ عليهارايح تلف من ورا ظهري وتحبها وكمان تعلقها بيك
وصړخ لائما إياه بسخط 
بتستغفلني ورايح تضحك علي بنتي يا حضرة الرائد
ثم رفع سبابته بوجهه واشار عليه مسترسلا بخيبة أمل 
إنت خنت شغلك وخڼتني وخنت ثقتي اللي أدتها لك
رفع رأسه بشموخ وأجابه بثقة 
أنا عمري ما كنت خاېن سعادتكواللي حصل مني ما لوش أي علاقة بإنك تتهمني بالخېانة
واسترسل بإيضاح في محاولة منه لتهدأت ذاك الثائر 
صدقني يا أفندم اللي حصل ماكنش متخطط له ولا كان في بالي إنه يحصل من الأساس
ثم رفع منكبيه وأردف موضحا بعيناي أسفة
ڠصب عني حبيتها وأتشديت لها
بنبرة حادة وعيناي غاضبة هتف بنبرة لائمة 
وكان ڠصب عنك كمان لما ضحكت عليها وخليتها تتعلق بيك
بنبرة هادئة أردف موضحا 
اللي حصل لا كان بإيدي ولا بإيدها يا أفندمدي إرادة ربنا وتدابيره
رمقه بنظرة حادة واستفسر متهكما عليه 
أمال كان
بإيد مين يا حبيبي!
واسترسل بنبرة أهدي مؤنبا إياه 
ما فكرتش في إنها لسة صغيرة وبتدرس وإنك كدة بتقضي علي مستقبلها العلمي وطموحها
أردف سريعا بعدما شعر بهدوئه النسبي 
لو دي النقطة اللي مخوفة سعادتك ف أنا عاوز جنابك تتطمن علي الآخر
واسترسل مطمأنا إياه 
أنا جوازي من الأنسة أيسل عمره ما هيأثر علي مستقبلها بالعكسأنا دايما هكون داعم ليها
واستطرد متعهدا
أوعدك
إعتدل بوقفته وتحدث بملامح وجه صارمة 
بلاش تضيع وقتك في محاولات مش هتعود عليك بأي نتيجة
واسترسل بلا مبالاة 
الموضوع بالنسبة لي منتهي
واستطرد بحزم قاطع
من النهاردة مش عاوزك تقرب من بنتي بأي شكل
 

تم نسخ الرابط