مر الإهمال بقلم ناهد خالد
المحتويات
بارت ١
يووه مردتش من أول مره معناها إني مش فاضي يا أمنيه أي الزن ده! هكلمك بعدين
يزن ان
استمعت لصوت إعلان إغلاق الخط فتمتمت بحسره
بلاش تخذلني المره دي بالذات يا يزن
كتمت أنفاسها بړعب وهي تتابع صوت اقتراب الخطوات منها وضعت كفيها فوق فمها تكتم أي صوت قد يصدر منها وهي تري هذا الملثم الذي اقتحم عليها شقتها الواسعه بعد خروج زوجها يزن لشركته نظرت تطالع ظهره وهي تراه يقترب أكثر من مكان تواجدها وبيده وقناع يغطي وجهه أغمضت عيناها تدعو بخفوت أن ينقذها الله
ارتجفت أوصالها حينما التف فجأه وكأنه شعر بها خلفه أغمضت عيناها تنتظر مصيرها المحتوم وكل ذره بها تنتفض ړعبا صړخت بفزع حينما وجدته يطيح بالمقعد التي تستتر خلفه
وقفت في مواجهته وساقيها لا تحملها حينما تمتم هو بشړ
كنت جاي أخلص مهمتي وأمشي بس مكنتش أعرف إني هقابل عقبه
أنت جاي تسرق صح خود الي أنت عاوزه وامشي
تؤ للأسف مينفعش أنت شوفتيني وده خطړ
أنا مشفتكش أنا معرفش شكلك حتي يعني مش هأذيك
حك وجنته بيده اليسري مفكرا قبل أن يقول
ماشي مش هموتك بس أكيد مش همشي من غير ما أسيبلك تذاكر
أنهي ما جاء ليأخذه من أوراق واتجه سريعا للخروج مثلما دلف
قالها يزن باهتمام وهو يطالع دينا الجالسه أمامه منذ أتي
دينا هي صديقة طفولته و بنت صديقة والدته التي توافها الله منذ خمسة أعوام ومن حينها وأصبحت ك أخته الصغري ويسعي جاهدا كي لا تشعر بيتمها ووحدتها ولكن ما لم ينتبه له أن الأمر أتي علي حساب زوجته التي هاتفته تستغيث به ولكنه خذلها للمره التي لا تعلم عددها فقط يهتم بما تلقيه دينا علي مسمعه
أحسن تستاهل لو مكنش ده حصل كنت جيت معاك بكره الكليه وعرفتهم شغلهم وبرضو كانت هتتفصل ازاي تتجرأ وتشتمك لا وتسرق مشروع تخرجك!
اهو الموضوع انتهي يايزن احسن والله قلبي ارتاح
الحمد لله يا حبيبتي
حبيبتي هي فقط كلمه اعتياديه يقولها لها من باب التودد لكن تلك الكلمه تفعل بها الافاعيل
قالتها بأسف مصطنع وهي في قمة سعادتها أنه ترك أمنيه من أجلها تعلم كم يعشق غريمتها وهذا ما يشعل قلبها بنيران الغيره ولكن تلاحظ أيضا أنها المسيطره علي معظم وقته وتلاحظ الفجوه التي خلقت بين يزن وأمنيه حتي وإن كان يزن نفسه لا يلاحظ
اخرج هاتفه يتصل بها مره اثنان ثلاثه لا تجيب وهذا أمر غير معتاد لايعلم لما ولكن ساوره القلق فهاتف أخيه الذي يسكن مع والدته في الدور الأول من المنزل بينما يزن في الثالث و دينا في الثاني حيث انتقلت بعد ۏفاة والدتها اخبره ان يصعد ليخبرها ان تجيبه
صعد عادل اخيه ليجد باب الشقه مفتوح قليلا دلف ينادي عليها بحذر ولكن لا مجيب اخذ يبحث في ارجاء الشقه حتي انتبه لباب غرفة الضيوف مفتوح عكس باقي الغرف اتجه له وبحث بعينيه شهق بفزع حينما رآها ملقاه أرضا حول رأسها والمقعد ملقي أرضا علي جانبه
أمنيه أمنيه ردي عليااا يانهار مش فايت
ركض سريعا لأسفل يخبر والدته التي صعدت بالمصعد سريعا للأعلي ودلفت لها صړخت حين وجدتها هكذا
عادل اطلب الاسعاف بسرعه
لا يعرفون متي وصلوا للمستشفي وقفوا خارج الغرفه بقلق ينتظرون الطبيب
طمني يا دكتور
قالتها سلوي بلهفه
اطمنوا خدت كام غرزه في رأسها بس دي ضربه مقصوده مش وقعه ولازم نحرر محضر وكمان هننتظر تفوق عشان نتأكد إن الخبطه مأثرتش علي مركز حس عندها
ذهب من أمامهم فتذكر عادل أخيه أخيرا فأخرج هاتفه ليحادثه
بتعمل أي يا عادل
هرن علي يزن ياماما أعرفه
هو رن عليك يسألك مردتش عليه لي رن عليك يسألك لاقيتها وقولتلها ترد عليه ولا لأ
أكيد اتشغل ياماما
يبقي خليه مشغول مترنش عليه رن علي أخوها
قالتها والدته پحده فرد عادل بتوتر
ماما بلاش تكبري الموضوع
أنت تعمل الي بقول عليه وأنت ساكت
زفر بضيق قائلا بحنق
حاضر هرن علي أكرم ييجي حاجه تانيه
آه لو أخوك رن متردش عليه وكلامي يتسمع
ضړب كف بالآخر ولكن رد بخضوع فهو يعلم عناد والدته
حاضر حااااضر
نظر في ساعته فوجدها قد قاربت علي ميعاد الاجتماع المقرر عقده الآن فقط انتبه انه قد مر ساعه كامله ولم يرد عليه أخيه ولم تعاود أمنيه بمحادثته قطب جابينه وكاد يرفع هاتفه يطلب رقمها حين دلفت السكرتيره تخبره بقدوم الوفد المنتظر ترك الهاتف وذهب لغرفة الاجتماعات
آآآه
أمنيه سمعاني يا حبيبتي
فتحت عيناها بضعف وخوف من أن يكون ذلك الشخص مازال أمامها وجدت وجه والدة زوجها فبلعت ريقها بهدوء وقالت سريعا بدموع
أنا عاوزه أكرم عاوزه أخويا
حزنت سلوي علي حالتها وفهمت أنها تحتاج لمن يطمئنها فهتفت بتهدأه
اهدي يا حبيبتي أكرم جاي و
لم تكمل حديثها حين انفتح الباب واندفع أخيها الأكبر منه أكرم أخيها الذي قارب علي الثلاثين و يكبرها بسبع سنوات فهي بمثابة ابنته
أكرم!
قالتها پبكاء فاندفع لها بزعر وقد جفت الډماء من عروقه حينما علم بوجودها بالمستشفى
حبيبتي أنتي كويسه ياعمري
هزت رأسها واكتفت بذلك تخبأ نفسها في أحضان أخيها تلتمس الأمان المفقود
ثلاث ساعات مرت وهو بالاجتماع حتي أرهق تماما نظر في الساعه وجدها قاربت علي السابعه مساء ذهب لمكتبه لكي يأخذ أشيائه ويذهب يكفي عمل اليوم
بعد فتره وصل لمنزله وهو يتوعد لها لعدم ردها عليه ولأخيه أيضا صعد فورا لشقته فوجد بابها مفتوح انتابه قلق حول الأمر ودلف يبحث عنها ولكن لم يجدها تسمرت قدماه حينما رأي تلك البقعه المتجمده للدماء تحتل أرضيه الغرفه والمقعد الواقع جوارها
شعر بدماء عروقه تتجمد حال تلك البقعه وهتف بخفوت ضائع
أمنيه!
بارت ٢
لثوان توقف العالم من حوله وهو يفكر لمن هذه ! وحينما يأتي بباله إمكانية كونها لها تتخبط أفكار بشعه في رأسه وجميعها نتائجها أبشع أخذ فتره حتي استطاع أن يتحرك فنزل سريعا لشقة والدته ولكن لم يجد بها أحد أخرج هاتفه ودق لأخيه ولم يجيبه بدأت أعصابه ټنهار وهو لا يعلم ماذا يفعل أو ماذا حدث لهم
ساعتان مروا وهو كمن يجلس علي جمر لهب يحاول الوصول لأيا منهم ولم يستطع حتي أنه بقي في حديقه المنزل ينتظر قدوم أحدهم وها هم بعد ساعتان وقد تلفت أعصابه بالفعل يري دلوف سيارة أخيه لفناء المنزل
ترجل عادل وسلوي واتجه هو لهم سريعا يردد بعصبيه
انتوا كنتوا فين ومبتردوش عليا لي
نظر له عادل بصمت في حين ردت سلوي ببرود
كنا في المستشفى وأكيد مش هنفضي نرد علي سعادتك في ظروف زي دي
أمنيه فين
قالها بقلق بالغ وهو لا يراها معهم
مع أخوها متقلقش
مع أخوها ازاي يعني
روحت بيتهم يا يزن اي الي مش مفهوم!
وتروح مع أخوها لي مجتش معاكوا لي وازاي تروح معاه من غير ماتعرفوني واي الي حصلها
رد عادل بهدوء
خلينا ندخل جوه يايزن الجو برد وهنحكيلك الي حصل
هتف بعصبيه أكبر
مش هتحرك غير لما اعرف اي الي حصل
متعليش صوتك وأنا واقفه عاوز تعرف اي الي حصل! ماشي هقولك الي حصل ان في حرامي دخل شقتك وخبط مراتك علي راسها لما شافها ولما اخوك طلع لها لاقها واقعه وراسها پتنزف خدناها علي المستشفي واول ما فاقت طلبت اخوها ولما جه قالتله انها عاوزه تروح معاه مش عاوزه ترجع الشقه واضح انها كانت خاېفه ترجع تاني بعد الي حصل بس روحوا البيت واحنا روحنا معاهم اطمنا عليها وخدت ادويتها ونامت وأكرم قال انه مش هيسبها وهينام معاها عشان لو صحيت بليل متخافش لما تلاقي نفسها لوحدها أكيد الي حصلها مش سهل
قطب حاجبيه بضيق بالغ وهو يستمع لحديث والدته وقال بعدما انتهت
وأكرم يبات معاها لي اومال أنا روحت فين ان شاء الله!
أكرم ملوش دعوه هي الي طلبت تروح بيتهم وهي الي فضلت متعلقه فيه وكأنها بطمن نفسها بوجوده
انا مش فاهم كلامك! يعني لو انا الي كنت معاها وجودي مكنش هيفرق! مكنتش قادر اطمنها يعني ولا اي! حتي لو رجعت الشقه هنا مكنتش هقدر اعمل ده!
نظرت له والدته بجمود وقالت
لما أكرم قالها مش عاوزه تروحي لي قالتله هخاف افضل في الشقه لوحدي قولتلها تيجي تبات عندي بس الي هي اتحرجت تقوله انها هتخاف تفضل حتي في اوضه لوحدها فرفضت
شقه اي واوضة اي الي هتبقي فيها لوحدها اومال انا روحت فين!
والله اسأل نفسك متسألنيش أنا
هو في اي يا ماما أنت بتكلميني وكأني مذنب لي
كنت فين من لما كلمت اخوك تسأل عنها! مكلمتوش غير بعدها ب٤ ساعات!
كان عندي اجتماع
ماشي خليك بقي في اجتماعاتك وسيبها عند اخوها تروق اعصابها عالاقل أكرم قال هياخد اجازه يومين من الشغل ويقعد معاها وده الي انت طبعا مش هتعرف تعمله والصبح كنت هتسيبها وتمشي عادي وهي عارفه ده عشان كده مرضيتش ترجع
هو انتوا بتحاسبوني علي شغلي! هو انا ببقي سهران مع صحابي ده انا في شغل!
قولتلك متعليش صوتك يايزن قدامي ثم محدش طلب منك تشتغل معظم الوقت وانت صاحب الشركه يعني تقدر تقسم وقتك بس انت الي بتفضل شغلك علي اي حاجه رغم انك بتلاقي وقت لغيرها!
غيرها مين
اسأل نفسك انا داخله اخد الدواء وأنام يلا يا عادل
أنا هروح اجيبها
قالها يزن وهو يتجه لسيارته ولكن وقف علي صوت والدته
متروحش هي نايمه دلوقتي محتاجه راحه وأكرم مش هيرضي تاخدها وهي طلبت منه تفضل معاه خليك لبكره ابقي روح
التف پغضب يردد
علي فكره دي مراتي ومن حقي اطمن عليها عالأقل!
مرواحك ملوش لازمه يا يزن خليك لبكره مش هتعرف تشوفها دلوقتي وبلاش عشان متشدش مع أكرم وانتوا علي طول واقفين لبعض علي الواحده
والحقيقه أن يزن هو من يفتعل دوما المشاكل مع أكرم ليس سوي لضيقه منه بسبب قربه الشديد لزوجته حيث صور له عقله أن أخيها أقرب
لها منه وتهتم له أكثر منه وكان يتقبل هذا نوعا ما أثناء خطبتهم لكن بعد الزواج أصبح لا يطيق الأمر فمعظم الوقت تحادث أخيها ودوما تتحدث عنه وكأنها تعرف سير يومه بالتفصيل دفعته غيرته للنقم علي أكرم ولكن لم يفكر أنها تفعل هذا لأنها لا تجده بجوارها وإن قللت حديثها
مع أخيها لن تجد من تحدثه ولن تجد ما تشغل به وقتها فدوما يزن مشغول فلا يجلس معها وقت كافي ولا حتي حينما تحادثه في الهاتف
متابعة القراءة