مر الإهمال بقلم ناهد خالد
المحتويات
تعبانه
هزت رأسها بنفي تقول
لأ مرهقه بس اصل لفيت كتير النهارده
انتبهت ليزن يسألها
لفيتي لي
نظرت له بۏجع مستتر وبنظره خاليه ردت
مش مهم عن أذنكوا
وكالعاده بعد كل موقف يحدث كانت دموعها هي نهاية ليلتها
تنهدت بعمق تحاول أن تتخلص من تلك المشاعر السيئه التي أنتابتها أثر ذكرياتها
نظرت لكف يدها لتري هذه الندبه التي كانت أثر لچرح غائر حدث لها لم يكن هذا الچرح فقط في يدها بل كان الچرح الأكبر في قلبها وكأن ذكريتها أبت أن تتركها تنام بسلام فراح عقلها يتذكر يوم أن حدث هذا الچرح
هتصل بيزن ييجي يقعد معاك و
لا ياطنط مفيش داعي أنا هطلع أنام حاسه اني تعبانه
طيب يابنتي اعرفه عش
مفيش داعي ياطنط بدل ما يقولك عندي شغل وميجيش ناخدها من قصيرها احسن
مر اليوم بأكمله وشعرت به مساء يتسطح بجوارها مدت يدها تلتقط الهاتف لتجد الساعه تشير للثانيه صباحا ابتسمت بسخريه وحمدت ربها أنها لم تترك والدته تحادثه بالطبع لم يكن سيأتي من الخامسه وهو عائد الثانيه صباحا
رابطه ايدك لي يا أمنيه
بعد يومان يسألها! كانت معه أمس ولم يلاحظ! دوما لا يلاحظ كيف يلاحظ وهو لا ينظر لها من الأساس ولا حتي أثناء حديثهم دوما مشغول بفعل شئ ما أما ورق عمل أو عمل علي الحاسوب أو انشغال بالهاتف وأبسط شئ انتقاء ملابسه حتي هذا يشغله! كل شئ يشغله عداها هي
رفع صوته ينادي بضيق
أمنيه أمن
صمت حينما تذكر عقله ما حدث بالأسم واستوعب عدم وجودها مسح وجهه بكفه يحاول إزاله أثر النوم وربما يزيل ضيقه أيضا
لم يأخذ الأمر أكثر من خمس دقائق وكان انتهي من ارتداء ملابسه واستحمامه فتح درج السراحه يبحث عن سماعة البلوتوث خاصته التي لم يستعملها منذ فتره لكنه يحتاجها اليوم لديه الكثير من الاعمال التي سيحتاج إنهائها بالمكالمات الهاتفيه
ظل يبحث في الأدراج وانتقل للكمود يبحث هناك فتح درج الكومود الخاص بزوجته يبحث فيه ولكن وجد دفتر متوسط الحجم لفت انتباهه
مسكه وفتح أول صفحاته ليجد خطها الذي يعرفه قد دون بالصفحه كاتبا جمله عريضه بمنتصفها
ربما لا استطع أن أبوح بالكثير لأحد من حولي لكن أنت الوحيد الذي سأسطع أن أكتب بك كل ما يريد صدري أن يخرجه دون أي مرواغات في الحديث ربما ارتاح قليلا ربما
أمنيه
جلس أعلي الفراش يقلب الصفحه باهتمام يشعر أن هذا الدفتر سيكشف له الكثير
في الصفحه التاليه وجد كلمتان فقط وكأنهم عنوان الدفتر بأكمله تمتم بخفوت وهو يقرأهما
مر الإهمال
بارت ٤
بعد اسبوع
أمنيه أنا عاوز أعرف أنت في قرار واخداه يعني مقرره هتعملي أي في حياتك ولا لسه بتفكري
مش عارفه الحاجه الوحيده الي عارفاها أني مش عاوزه ارجع البيت دلوقتي ومش مستعده اتواجه مع يزن
أنت لسه بتحبي يزن يا أمنيه
نظرت له بتفاجئ لم تتوقع أن يطرح عليها هذا السؤال سؤال لم تطرحه بينها وبين نفسها حتي أسبوع كامل مر منذ تركت بيتها وامتنعت عن الرد علي مكالماته وهربت من مواجهته لا تريد العوده للمنزل ولا تريد محادثته فقط تريد الإنفراد بنفسها إلي متي ! لا تعلم تعرف أن هذا خطأ وترك الأمور معلقه ليس جيد ولكنها لا تشعر أنها قادره علي وضع النقاط علي الحروف وتحديد مسار حياتهما فكرت بكل شئ إلا سؤال أخيها ربما لم تفكر به هربا من الإجابه وربما لا تمتلك إجابه من الأساس ! ربما قلبها حائر كعقلها تماما
مش عارفه يا أكرم صدقني معنديش إجابه بس أنا نفسيتي تعبانه وحاسه أني مچروحه وأرجوك متسألنيش عن أسباب
تنهد بضيق علي حالتها يتمني لو يعرف ما الذي أصابها وما الذي حدث بينهما لكنه لا يريد الضغط عليها والتدخل في شؤنها
طيب امتي هتقدري تتكلمي معاه يزن بيكلمني كل يوم تقريبا عاوز يشوفك ويتكلم معاك ومعتقدش أنه هيصبر علي الوضع ده كتير
زفرت بضيق ف حتى رغبتها في الانعزال يقتحمها ولا يسمح لها بها
ماشي يا أكرم قوله يصبر يومين كمان ويبقي ييجي نتكلم
هعرفه وياريت تقرري ناويه تعملي اي عشان لما ييجي تقوليله قرارك وتبقي الأمور واضحه بينكم
كان يجلس بمكتبه يعبث في أوراق عمله بلا عقل عقله شارد هناك معها ولأول مره لا ينتبه لعمله ولا يركز به وهذا حاله طوال الأسبوع المنصرم زفر بضيق وهو يلقي بالأوراق فوق المكتب ورجع بظهره يستند علي كرسيه الهزاز رجع برأسه يستند بها علي ظهر الكرسي أيضا وأغمض عيناه يشعر بالكثير من الهموم فوق رأسه غيابها يزعجه لا يزعجه لأبعد حد يشعر بشئ مهم ينقصه أصبحت حياته تمتلأ بالفوضي بدأ من منزله الذي يملأه الكآبه يشعر وكأنه أصبح مسكن للأشباح من كثرة صمته وهدوءه والأتربه التي تملأه لفراشه الذي أصبح باارد كبرودة مياة البحر في فصل الشتاء لم يعد يتناول إفطاره بل يستيقظ ليجهز ويذهب لشركته فورا وجبه واحده هي ما يحصل عليها أثناء يومه وحينما يعود يبدل ثيابه ويخلد للنوم الذي يجافيه فيظل يتقلب لساعات طويله يشتاق لها رغم كونه لم يكن يراها كثيرا ولكن كان يشعر بعبقها حينما يدلف للمنزل كان يشعر بمجاورتها له في فراشه فيشعر بالدفئ الذي فقده الآن كانت تهتم به صباحا ولم تقبل يوما أن يذهب دون إفطار حتي وإن كان متأخر أسبوع شاق جدا عليه شاق لأبعد حد ومرهق ترهقه أيضا ڼار الاشتياق يحبها ! بل يعشقها هو يعلم هذا ولم يقل حبها يوما بقلبه يشتاق لسماع صوتها ورؤيتها يشتاق لضمھا لأحضانه يشتاق للكثير تذكر ما قرأه في ذلك الدفتر الذي يقرأ ما به يوميا وكأنه يقرأه من جديد
كانت مجرد جمل تعبر عن مكنونات قلبها دون التعمق في الشرح
سؤال واحد هو ما يتردد بعقلي الآن هل يمكن للإهمال أن ېقتل الحب
شعور الإهمال من أسوء المشاعر التي قد تصيبك يوما وخاصة حينما يصيبك من أكثر شخص تنتظر منه أن يهتم بك كم تتمني أن تصرخ بوجه وتقول له أنا هنا فلتسأل عني قليلا فلتسمعني حتى ! لا تهملني هكذا فهذا الشعور ېقتلني
لا أعلم إن كان مازال يحبني أم كف عن هذا ولكن ما أعلمه أنه تغير تغير كثيرا
عمري ماحبيت الكتابه ولا عندي طول بال ليها يمكن عشان كده مفكرتش اكتب مذكراتي او يومياتي مثلا رغم إنها وسيله كويسه عشان أخرج فيها الي جوايا بس حتي دي مش قادره اعملها ممكن اكتب سطرين تلاته لكن صفحه او اتنين أحكي مواقف فيها! صعب اوي معنديش خلق الحقيقه ويمكن الجمل الي بكتبها بطلع جزء من الي جوايا بشكل راضيه عنه بس ممكن اكتب تلخيص لمعاناتي الإهمال ده الي بعاني منه وللأسف أنه من اكتر شخص محتاجه منه الإهتمام والمشكله إني لما بدور علي سبب لإهماله المبالغ فيه ده مبلاقيش طب أنا قصرت معاه في اي عشان يقصر معايا كده أهملته عشان يهملني لأ محصلش مين السبب في الي وصلناله أنا ولا هو طيب هو حاسس بحاجه اصلا ولا شايف إن حياتنا عاديه وأنا بس الي بتوجع مبيعرفش يهتم ازاي وهو بيهتم بغيري كويس اوي! الحرمان شئ مؤسف أوي ومن ضمن أنواعه الحرمان من الأهتمام أصعب حاجه لما تبص لحاجه ف ايد غيرك وتتمني لو تطول جزء منها لما بتوصل للمرحله دي بتبقي حالتك النفسيه صعبه اوي زي طفل محروم من حنان أمه بيلفت نظره أقل مشهد بين طفل
تاني وأمه فيه لمسة حنان زي شخص فقد جزء من جسمه بيمشي يبص علي الناس الكامله ويتمني لو يكون زيهم! ابسطها ! زي واحد قاعد في جو برد جدا وبيتفرج علي فيلم الشمس طالعه فيه والجو باين حر! بيتمني لو الشمس دي تتنقل لعنده زي حاجات كتير اوي بتحس بۏجع جواك لأنك مش طايلها أنا كمان بقيت بتبهر باهتمام شخص بشخص تاني بيحصل قدامي خصوصا لو زوج وزوجه أنا لاقيه الاهتمام مش محرومه منه في المطلق عندي اهتمام أكرم بيا بحمد ربنا كل يوم عليه بس محرومه من الأهتمام الي بيبقي بين الزوج وزوجته بيبقي مختلف برضو ومفيش لحظة ۏجع بعيشها اكتر من اللحظه الي بشوف فيها اهتمامه بغيري أنا مبكرهاش أنا بس شايفه أنها واخده حقي بس عمري ما لومتها لأنها مش هي الي
خدت حقي وادتوا لنفسها عمري ماتخيلت إني أوصل معاه لهنا عمري ماتخيلت إن حياتنا تبقي بالشكل المؤذي ده ليا علي الأقل
في كل مره يقرأ فيها كلماتها يندهش وكأنه يقرأها لأول مره لم يتخيل أنها تحمل كل هذا في جبعتها والأدهي أن الأمر كما قالت كل ما تعاني منه هي فقط من تعاني هو لا يري كل ما
متابعة القراءة